أعلن الدفاع المدني السوداني عن سيطرته الكاملة على الحرائق التي اندلعت في المستودعات النفطية الرئيسية بمدينة بورتسودان، في حين شهدت مناطق أخرى استمرار التوترات الأمنية. وقد أسفر قصف من قوات الدعم السريع لمخيم أبو شوك في مدينة الفاشر عن سقوط ضحايا، بما في ذلك 33 شخصاً على الأقل، من بينهم 14 عضواً من عائلة واحدة. وفقاً لمدير الدفاع المدني عثمان عطا، تمت السيطرة على هذه الحرائق رغم الظروف المعقدة والكميات الهائلة من الوقود المخزن، من خلال خطة عملية مكثفة وجهود مضنية. ومع ذلك، فإن الحادثة الأولية، التي اتهمت فيها الحكومة السودانية قوات الدعم السريع باستخدام مسيرات لإشعال النيران في مستودع الوقود الرئيسي، أدت إلى مخاوف من كارثة محتملة قد تؤثر على المنطقة بأكملها. هذه الأحداث تأتي في سياق تصعيد الصراعات الأمنية التي تشمل هجمات على محطات الطاقة، والميناء، ومطار بورتسودان، الذي يُعتبر شرياناً حيوياً للعمليات الإنسانية كما وصفته الأمم المتحدة.
سيطرة على الحرائق في السودان
في بيان رسمي، أكد الدفاع المدني السوداني أن عمليات السيطرة على الحرائق في المستودعات الإستراتيجية ببورتسودان نجحت رغم التحديات الهائلة، حيث تم التعامل مع كميات كبيرة من البترول في ظروف خطرة. وفقاً للتقارير، كان الهجوم الأولي قد استهدف المنشآت النفطية، مما أثار مخاوف من تفاقم الأزمة وانتشاره إلى مناطق مجاورة. كما أن هذه الحرائق لم تكن الوحيدة، إذ أثرت الهجمات على خطوط الضخ الرئيسية ومحطات النفط، مما يهدد بوقف عمليات التصدير من السودان وجنوب السودان. وكشف وكيل وزارة الطاقة السودانية عن أضرار جسيمة نجمة عن قصف طائرة مسيرة لمحطة ضخ النفط في منطقة الهودي، بالإضافة إلى هجوم على مستودع وقود لشركة بابكو. هذه التطورات تبرز الضرر الاقتصادي المتزايد، حيث أصبحت احتمالات تعطيل التصدير مرتفعة جداً، مما قد يؤثر على الاقتصادين المتصلين.
مواجهة الاشتعالات في المناطق المتنازع عليها
من جانب آخر، شهدت مدن دارفور تصعيداً في القتال، حيث شن الجيش السوداني هجمات جوية على مواقع قوات الدعم السريع في نيالا والجنينة، مما أدى إلى تدمير مخازن أسلحة وعربات عسكرية كما أفاد مصدر عسكري. شهود عيان أكدوا سماع انفجارات قوية وتصاعد أعمدة دخان من مناطق قريبة من المطارات في هاتين المدينتين. في هذا السياق، يواجه مخيم أبو شوك للنازحين في الفاشر وضعاً إنسانياً كارثياً، إذ يتعرض لقصف يومي أسفر عن مقتل العشرات ونزوح مئات الآلاف من سكانه، بالإضافة إلى مخيم زمزم الذي كان يؤوي نحو مليون شخص وأصبح الآن شبه خال. هذه الأحداث تكشف عن تفاقم الأزمة الإنسانية في المناطق الخارجة عن سيطرة الجيش، حيث أدت النزاعات إلى تفاقم المآسي اليومية، بما في ذلك نقص الغذاء والمأوى. ومع استمرار الصراعات، يبرز الدور الحيوي للمبادرات الإنسانية في محاولة الحد من الكارثة، رغم الصعوبات اللوجستية التي تواجهها. كل هذا يعكس التحديات الشاملة التي يواجهها السودان في مواجهة النزاعات الداخلية والحرائق والأزمات الاقتصادية، مع تزايد الحاجة إلى حلول مستدامة لاستعادة الاستقرار.
تعليقات