قال الباحث في الطقس والمناخ، عبدالعزيز الحصيني، إن غداً سيكون أول أيام نوء الثريا، حيث يمتد هذا النوء لمدة 39 يوماً، مما يشكل حدثاً فلكياً مهماً في تقلبات الطقس. خلال هذه الفترة، تُعتبر نجوم الشرطان، البطين، والثريا هي العناصر الرئيسية، حيث يقسم النوء إلى ثلاث مراحل متساوية، كل منها يستمر 13 يوماً. هذا التتابع يعكس تفاعل النجوم مع الأرض، مما يؤدي إلى تعدل في درجات الحرارة مع تقدم ساعات الليل، خاصة في مرحلة الربيع. يُعد نوء الثريا السادس في سلسلة منازل الربيع، وهو يرمز إلى انتقال تدريجي نحو الدفء، مما يجعله مؤشراً طبيعياً للزراعة والحياة اليومية في المناطق التي تتبع تقاليد الطقس القديمة.
نوء الثريا وتأثيره على الطقس
في هذا السياق، يؤكد الباحث الحصيني من خلال منصته الإعلامية على أن نوء الثريا يمثل لحظة توازن بين البرودة المتبقية من الشتاء وبداية دفء الصيف، حيث تحدث تراجعاً في درجات الحرارة ليلاً مع زيادة الرطوبة، مما يؤثر على الأنشطة الزراعية مثل زرع المحاصيل الحساسة. هذا النوء ليس مجرد حدث فلكي، بل يرتبط بعادات شعوب عديدة في الشرق الأوسط، حيث يُستخدم كدليل للتوقعات الزراعية والحياتية. على سبيل المثال، في بعض المناطق، يبدأ المزارعون في التحضير للموسم الجديد بناءً على بداية هذا النوف الذي يستمر حتى منتصف يونيو عادةً. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن التغيرات المناخية الحديثة قد تؤثر على دقة هذه التوقعات، مما يجعل مراقبة النجوم أكثر أهمية في عصرنا الحالي.
منازل القمر في فصل الربيع
مع مرور نوء الثريا كسادس منزلة من منازل القمر في الربيع، يبرز دوره في تعزيز الوعي بالتغيرات البيئية. هذه المنازل، التي تشمل سلسلة من النجوم مثل الثريا والتي تأتي بعد نوءات أخرى مثل القرد والأسد، تعكس دورة طبيعية تؤثر على الأنماط الجوية بشكل مباشر. خلال هذه المرحلة، قد يشهد الجو ارتفاعاً في درجات الحرارة النهارية مع بقاء الليالي معتدلة، مما يساعد في نمو النباتات ويقلل من خطر الصقيع. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط هذا النوف بتقاليد تاريخية في الحضارات القديمة، حيث كان يُستخدم لتحديد مواعيد المحاصيل أو حتى الاحتفالات الثقافية. على سبيل المثال، في بعض الثقافات، يُقترن بأساطير تدل على بداية العام الجديد أو تغيرات في الأنماط الاجتماعية. هذا الارتباط بين الفلك والطقس يذكرنا بأهمية الوراثة العلمية في فهم بيئتنا، حيث أصبحت الدراسات الحديثة تدمج بيانات الفضاء مع التقاليد القديمة لتحسين التنبؤات.
تتمة المقال تكمن في استكشاف كيف يمكن لنوء الثريا أن يؤثر على حياتنا اليومية. في الواقع، مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا، يظل هذا النوف دليلاً تقليدياً يقدم رؤى قيمة حول الطقس. على سبيل المثال، قد يؤدي الاعتدال في الحرارة إلى زيادة نشاط الحشرات أو تغيير أنماط الهطول، مما يتطلب من المجتمعات التكيف مع هذه التغييرات. بالإضافة إلى ذلك، يشجع الباحثون مثل الحصيني على مراقبة هذه الظواهر لتعزيز الوعي البيئي، خاصة مع تزايد مخاطر المناخ. في النهاية، يمثل نوء الثريا رمزاً للتوازن بين الطبيعة والإنسان، حيث يستمر تأثيره لأكثر من شهر، مما يدفعنا للتفكير في كيفية استغلال هذه المعرفة لمستقبل أكثر استدامة. يمكن للأفراد في مختلف المناطق الاستفادة من ذلك من خلال مراقبة السماء وتطبيق الدروس التاريخية في حياتهم اليومية، مما يعزز الارتباط بين العلم والتراث.
تعليقات