يكشف خبير أبرز ملامح الثورة الصناعية الرابعة وأهم المجالات التي تغطيها.. صحيفة المرصد
كشف المهندس سلطان سمان عن أبرز ملامح الثورة الصناعية الرابعة، التي تُعد نقلة نوعية في عالمنا التكنولوجي. يرى أن هذه الثورة تدمج بين الابتكارات الحديثة لتشكيل مستقبل أكثر ذكاءً وكفاءة، حيث يتحول الخيال العلمي إلى واقع يومي.
الثورة الصناعية الرابعة
في هذا العصر، تشهد الثورة الصناعية الرابعة تحولات جذرية تقلب مفاهيمنا التقليدية للحياة اليومية. على سبيل المثال، من المتوقع أن تختفي محطات الوقود التقليدية وورش إصلاح السيارات خلال السنوات القادمة، حيث يحل محلها روبوتات ذكية قادرة على إجراء الصيانة بشكل آلي ودقيق. يبرز سمان أن هذه الثورة ليست مجرد تقدم فني، بل هي قوة اقتصادية هائلة، حيث من المتوقع أن تصل قيمة سوق تقنياتها إلى 377 مليار دولار بحلول عام 2029، مع معدل نمو سنوي يتجاوز 19%. كما أن الذكاء الاصطناعي سيسهم بنسبة تصل إلى 15% من الناتج المحلي العالمي بحلول عام 2035، مع انتشار السيارات الكهربائية لتشكل نصف السوق. تغطي هذه الثورة مجالات متعددة مترابطة، مثل الذكاء الاصطناعي الذي يحاكي تفكير البشر، والروبوتات التي تؤدي مهام معقدة، والبيانات الضخمة التي تُحلل كميات هائلة من المعلومات، بالإضافة إلى الواقع المعزز والطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي تجمع بين العالم الرقمي والواقعي لإحداث تغييرات جذرية.
التطور التكنولوجي
من جانب آخر، يؤثر هذا التطور التكنولوجي على جوانب متعددة من الحياة، حيث يتنبأ سمان بانقراض مواقف السيارات التقليدية خلال 5 إلى 10 سنوات، لتحويلها إلى حدائق خضراء تتوافق مع الاتجاه نحو الاستدامة. في مجال القانون، تم تطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي تُقدم استشارات قانونية دقيقة تفوق أداء المحامين، حيث تحلل القضايا بسرعة ودقة عالية. كذلك، تساعد هذه التطبيقات الأطباء في تشخيص أمراض خطيرة مثل السرطان بكفاءة أعلى من الطرق التقليدية. أما في الرعاية الصحية، فإن أجهزة مثل الترايكوردر إكس، المتاحة عبر الهواتف الذكية، تقوم بفحوصات متقدمة بناءً على العلامات الحيوية للشخص، مما يتيح اكتشاف أمراض متعددة بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، ستتغير طرق العلاج لتعتمد على الجينات الشخصية، مما يجعل الأدوية أكثر تخصيصًا وفعالية. في قطاع التعليم، سيكون التعليم تفاعليًا، حيث يتناسب مع قدرات كل طالب، مما يعزز من فعالية التعلم. على المستوى الاقتصادي والصناعي، تشهد المملكة تحولات كبيرة من خلال رؤية 2030، التي تضع 20 مليار دولار لدعم الذكاء الاصطناعي كجزء أساسي من هذه الثورة. أمثلة ملموسة تشمل مصانع السيارات الكهربائية لشركة لوسيد في جدة، والمشاريع الضخمة للطاقة الشمسية، التي تهدف إلى تغطية نصف احتياجات المملكة من مصادر متجددة، مما يدعم الانتقال نحو اقتصاد أخضر ومستدام. بهذه الطريقة، تُعد الثورة الصناعية الرابعة بوابة نحو مستقبل يجمع بين الابتكار والكفاءة، مع الاستفادة من التكنولوجيا لتحسين جودة الحياة في جميع المجالات.
تعليقات