افتتاح النسخة الثانية من معرض “جسور” بمراكش.. رابطة قوية بين المغرب والسعودية

افتتاح معرض جسر في مراكش

افتتحت النسخة الثانية من معرض “جسور” يوم السبت في مدينة مراكش، وهو حدث ثقافي يبرز العلاقات التاريخية العميقة بين المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية. يقدم المعرض للزوار فرصة فريدة لاستكشاف مجموعة نادرة من المخطوطات والمؤلفات الإسلامية، مما يعكس التراث المشترك بين البلدين. ينظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية، ويستمر المعرض حتى 20 مايو الجاري. يهدف إلى تعزيز التواصل الديني والثقافي، مع التركيز على نشر قيم الوسطية والاعتدال، مما يعزز من فهم الارتباطات التاريخية والمعاصرة بين الشعبين.

خلال فتح المعرض، قام وفد رسمي بزيارة أركانه المتنوعة، حيث ضم الوزير المغربي للأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، والوزير السعودي للشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل الشيخ، إلى جانب سفير السعودية بالمغرب، سامي بن عبد الله الصالح، ووالي جهة مراكش آسفي، فريد شوراق. استكشف الوفد الأركان المختلفة التي تسلط الضوء على الجوانب الدينية والثقافية، مثل ركن “من صفحات الزمن” الذي يعرض مطبوعات نادرة، وركن “العناية بالQur’an الكريم” الذي قدمه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. كما شمل ركن “فن الحرف العربي” المتخصص في الخط العربي والهدايا، إلى جانب ركن “طريق النور” الذي يوثق رحلة الحج والعمرة، وركن للمساجد التاريخية، وآخر للمسابقات القرآنية مثل مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم.

يضم المعرض تجارب تفاعلية متنوعة، بما في ذلك ركن “آفاق المستقبل” الذي يركز على التكنولوجيا، وركن “العبور الافتراضي” الذي يقدم تجربة واقع افتراضي، و”جسور التواصل بين البلدين” الذي يبرز التبادل الثقافي. إلى ذلك، يوجد ركن “مكتبة الزمن العتيق” للمخطوطات النادرة، وركن “حديقة البراعم” المخصص للأطفال. يتضمن المعرض أيضًا فضاءً للضيافة السعودية والمغربية، وركن “علاقات متجذرة” الذي يعكس عمق الروابط الثنائية، بالإضافة إلى ركن “مرحب” كواجهة ترحيبية للزوار.

تعزيز الروابط الدينية والثقافية

في تصريحات للصحافة، أكد الوزير السعودي أن المعرض يسلط الضوء على الأنشطة التي تخدم الإسلام والمسلمين، مع الإشادة بالجهود التي يبذلها قادة البلدين لتجسيد القيم الإسلامية عمليًا. شدد على قوة العلاقات بين المغرب والسعودية، التي تستند إلى أسس دينية وثقافية مشتركة، مع الإشارة إلى الأعمال الإنسانية التي تعكس عظمة الحضارة الإسلامية. من جانبه، أكد الوزير المغربي أحمد التوفيق أن زيارة الوفد السعودي تعزز الروابط الأخوية تحت قيادة الملك محمد السادس وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مع التركيز على الديناميكية في العلاقات بين المملكتين في مختلف المجالات.

يعد معرض “جسور” فرصة لاستذكار المحطات البارزة في تاريخ التعاون المغربي السعودي، حيث يدعو الجمهور إلى استرجاع الذاكرة المشتركة والبحث عن طرق لتعزيز هذا الإرث من خلال المعرفة والانفتاح على التحديات المعاصرة. كما يُبرز جهود وزارة الشؤون الإسلامية السعودية في تبادل التجارب ونشر مفاهيم الاعتدال والتسامح. هذا المعرض، الذي يجسد الروابط الأخوية العميقة، يعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون في مجالات الدين والثقافة، مما يساهم في بناء جسر حقيقي بين الشعبين لبناء مستقبل مشترك مبني على المبادئ الإسلامية والقيم الإنسانية، ويؤكد على الدور البارز للجهود السعودية في خدمة الإسلام والأعمال الخيرية.