تُعد العلامة الوطنية أداة حاسمة في تشكيل آراء الأفراد وأفكارهم حول الدولة، من خلال جوانبها السياسية، الاجتماعية، الحضارية، التاريخية، والاقتصادية. في عصر التنافس العالمي، تُرى الدول كمنتجات يتم تسويقها باستخدام تقنيات العلامات التجارية، حيث تهدف إلى تعزيز الانطباعات الإيجابية لدى الشعوب والدول الأخرى. على سبيل المثال، جذور هذا المفهوم تعود إلى مجال التسويق، حيث تُطبق مبادئه لتعزيز الهوية الوطنية من خلال عناصر مثل الكفاءة الوطنية، الاستثمار، الثقافة، الشعب، السياحة، والصادرات.
أهمية العلامة الوطنية في تعزيز الهوية الوطنية
في ظل رؤية 2030، يمكن للدولة بناء علامة وطنية تعكس جماليات المكان وقوة الكيان، مع التركيز على التقدم والاستقرار. لذا، يُقترح دمج الأندية الرياضية مع أسماء تاريخية واقتصادية لتعزيز هذه العلامة. مثلًا، دمج نادي الهلال مع نادي الدرعية ليحمل اسم الدرعية، الذي يعبر عن العمق التاريخي، أو دمج نادي النصر مع نادي الرياض ليصبح نادي الرياض، عاصمة الحب والتقدم. كذلك، تغيير اسم نادي الاتحاد إلى نادي جدة ليكون رمزًا للواجهة الغربية، وتحويل نادي الأهلي إلى نادي البحر الأحمر ليبرز أهمية هذا البحر التاريخي. أما نادي القادسية، فيمكن أن يصبح نادي أرامكو لتعزيز حضور هذه الشركة العالمية كجزء من العلامة الوطنية. هذه الخطوات تتبع أسوة حسنة مثل تغيير اسم نادي الصقور إلى نادي نيوم، لدعم الرؤية الوطنية.
بناء قوة العلامة الوطنية من خلال الرياضة
أثرت رؤية المملكة 2030 إيجابيًا في صياغة العلامة الوطنية الجديدة، مما عزز القوة الناعمة السعودية في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد. الآن، يأتي دور الأندية الرياضية كبوابة رئيسية لتعزيز هذه العلامة، حيث تعكس الرياضة هوية الدولة أمام العالم. الهدف الرئيسي هو تقديم فكرة واضحة ومميزة تجذب الأفراد عبر الثقافات، من خلال دمج العناصر السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، والرياضية. على سبيل المثال، أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة ترتبط مباشرة بأماكنها في أسبانيا، بينما أسماء مثل الهلال والنصر تتكرر في دول متعددة، مما يتطلب إضافة “السعودي” للتمييز. لماذا لا نختصر ذلك ونجعل أسماء مثل الدرعية، الرياض، جدة، البحر الأحمر، وأرامكو جزءًا من هويتنا الرياضية؟ هذه الأسماء ليس فقط محفورة في قلوبنا، بل يمكن أن تسكن قلوب العالم، مما يعزز البعد الدلالي، التاريخي، والناعم للعلامة الوطنية. بذلك، تكون الأندية جزءًا أكبر من الجهد الوطني للمنافسة دوليًا وتعزيز الاستقرار المستقبلي.
تعليقات