غموض حريق مطار هيثرو.. من المتسبب؟

في تقريرها المبدئي الصادر مؤخراً، أكدت شركة الطاقة الوطنية البريطانية “إن إي إس أو” أن السبب الدقيق للحريق الذي اندلع في إحدى محطات الكهرباء الفرعية لا يزال غير معروف، وهو الحادث الذي أدى إلى إغلاق مطار هيثرو بلندن لمدة تزيد عن يوم كامل. هذا الحدث لم يكن مجرد انقطاع مؤقت، بل كشف عن نقاط ضعف في البنية التحتية لشبكة الطاقة في البلاد، مما أثار مخاوف حول قدرتها على التعامل مع الطوارئ المفاجئة.

سبب الحريق في محطات الكهرباء

أشارت الشركة المسؤولة عن إدارة شبكة الكهرباء في بريطانيا إلى أن التحقيقات مستمرة، وسيتم إصدار تقرير نهائي في يونيو المقبل. هذا التقرير لن يتوقف عند تحديد الأسباب فحسب، بل سيشمل توصيات عملية لتعزيز فعالية أنظمة الطاقة وتحسين آليات الاستجابة للأزمات المستقبلية، إلى جانب خطط محددة لإعادة تشغيل الخدمات بسرعة أكبر في حالات الطوارئ. كما أكدت الشركة أن الجهات المعنية، بما في ذلك إدارة الإطفاء في لندن والهيئة الوطنية لتوصيل الكهرباء، تتعاون في فحص التفاصيل الدقيقة للحادث، الذي لم يظهر حتى الآن أي دلائل على تعمد أو شبهة جنائية، وفقاً لما أعلنته الشرطة في مارس الماضي.

أزمة الطاقة وتأثيرها على المطارات

أثار إغلاق مطار هيثرو، الذي يُعتبر أكثر المطارات ازدحاماً في أوروبا، تساؤلات واسعة النطاق من الحكومة وشركات الطيران والمسافرين حول الأسباب التي أدت إلى تعطيل جميع صالاته الأربع لمدة 18 ساعة تقريباً. هذا الإغلاق تسبب في خسائر مالية هائلة، تصل إلى عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية، بسبب تأجيل رحلات آلاف المسافرين وإلغاء العديد من الرحلات الجوية. كما أكدت إدارة المطار أنها تنتظر التقرير النهائي للحصول على إجابات واضحة حول كيفية وقوع الحريق وسبل منع تكراره. في السياق ذاته، تجسد هذه الحادثة تحديات أكبر تواجه بنية تحتية الطاقة في بريطانيا، حيث أظهرت عدم القدرة على التعافي السريع، مما يدفع نحو مراجعة شاملة للإجراءات الوقائية وتعزيز المرونة في مواجهة الأحداث الطارئة. من جانبها، تعمل الشركات المعنية على وضع برامج تدريبية وتكنولوجية جديدة لتقليل مخاطر الانقطاعات المستقبلية، مع التركيز على تحسين التواصل بين الجهات المسؤولة لضمان استمرارية الخدمات الأساسية. في الختام، يبرز هذا الحادث أهمية الاستثمار في البنية التحتية لجعلها أكثر استدامة وتحملاً للضغوط، مما يساهم في حماية الاقتصاد والحياة اليومية للمواطنين.