رسالة تكشف أسرار سقوط طالبة جامعة الزقازيق

أعلنت النيابة المصرية تفاصيل جديدة حول واقعة وفاة طالبة في جامعة الزقازيق، حيث أكدت أنها سقطت من أعلى مبنى الكلية نتيجة لخلافات أسرية عميقة ورسالة أشارت إلى نيتها الانتحارية. الطالبة، التي كانت في الفرقة الرابعة بكلية العلوم، واسمها روان ناصر، لقيت مصرعها في هذه الحادثة المأساوية التي أثارت صدمة واسعة في المجتمع الأكاديمي. وفقاً للتحقيقات الأولية، بدأت الأحداث عندما رأى أحد الطلاب الطالبة وهي تصعد بمفردها إلى الطابق الخامس، ثم سمع صوت السقوط المفاجئ. سرعان ما تجمع الطلاب حول الموقع، ليجدوها ملقاة على الأرض غارقة في دمائها، مع إصابة واضحة في الرأس، مما دفع بعضهم إلى محاولة الإسعاف الفوري بينما اتصل آخرون بفرق الطوارئ.

وفاة الطالبة برواية النيابة

في التفاصيل التي كشفتها النيابة العامة، تم الاستماع إلى أقوال عدد من الشهود، الذين أكدوا أنهم لم يلاحظوا أي أشخاص آخرين برفقتها وقت الحادث. وجدت السلطات متعلقاتها الشخصية في الطابق الخامس، مما يشير إلى أنها كانت هناك بمفردها قبل الوقوع. كما أفاد والد الطالبة بتلقيه اتصالاً هاتفياً يفيد بسقوطها ونقلها إلى المستشفى، بينما أقرت والدتها وشقيقاتها بوجود خلافات أسرية حادة كانت تؤثر على حياتها اليومية. في هذا السياق، قامت النيابة بفحص هاتفها المحمول، حيث كشفت الرسائل المرسلة قبل دقيقة واحدة من الحادث عن معاناتها من ظروف اجتماعية صعبة وتعبيرات واضحة عن عزمها على الانتحار. هذه التفاصيل تجعل الحادثة ليست مجرد سقوط عرضي، بل نتيجة لضغوط نفسية متراكمة.

تفاصيل الحادث الدرامي

مع استمرار التحقيقات، أمرت النيابة بإجراء تحريات الشرطة للوقوف على جميع الجوانب المحيطة بالواقعة، إضافة إلى ندب طبيب شرعي لتشريح الجثمان وتحديد دقيق للإصابات والأسباب الحقيقية للوفاة، مع التحقق مما إذا كانت هناك أي شبهة جنائية. الجامعة نفسها أصدرت بياناً رسمياً ينعي الطالبة ويؤكد أن التحقيقات جارية تحت إشراف النيابة، مع التزامهم بتقديم كل المعلومات المتاحة لدعم العدالة. هذه الحادثة تبرز قضايا مهمة حول الصحة النفسية للطلاب في البيئات الأكاديمية، حيث يواجه الكثيرون ضغوطاً من الدراسة والحياة الشخصية دون دعم كافٍ. في جامعة الزقازيق تحديداً، تعتبر هذه الحادثة دعوة لإعادة النظر في برامج الدعم النفسي، خاصة مع تزايد حالات التوتر بسبب الضغوط الأسرية والاجتماعية. الطالبة روان، التي كانت تتفوق في دراستها رغم الصعوبات، أصبحت رمزاً للتحديات التي يواجهها الشباب في مصر، حيث يعاني الكثيرون من عزلة أو نقص في التواصل مع الجهات المعنية. من المهم الآن أن تؤدي التحقيقات إلى نتائج تمنع تكرار مثل هذه الحوادث، من خلال تعزيز البرامج التوعوية والدعم النفسي في الجامعات. كما أن هذا الحادث يفتح نقاشاً أوسع حول دور الأسر في مواجهة الخلافات الداخلية، وكيف يمكن للمؤسسات التعليمية أن تكون جزءاً من الحلول الوقائية. في النهاية، يجب أن تكون هذه الوقائع درساً للجميع في أهمية الرعاية النفسية والتواصل المبكر لتجنب الكوارث.