ارتفاع أسعار النفط قبيل اجتماع التجارة الصيني الأمريكي.. برنت يصل إلى 63.07 دولار

ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف خلال تعاملات اليوم، مدعومة ببوادر انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، الأمر الذي أثار تفاؤلاً في أسواق الطاقة العالمية. هذا الارتفاع يعكس تأثير الاتفاقات التجارية المحتملة على الاقتصاد العالمي، حيث أصبحت أسعار النفط حساسة لأي تطورات في العلاقات بين الدول الكبرى. على سبيل المثال، أدى إعلان بريطانيا عن اتفاق تجاري مع واشنطن إلى تعزيز الثقة بين المستثمرين، مما ساهم في دعم الأسعار رغم التحديات الأخرى في السوق.

ارتفاع أسعار النفط قبيل اجتماع التجاري الصيني الأمريكي

في الجلسة التجارية اليومية، شهد خام “برنت” ارتفاعًا قدره 23 سنتًا، أو نسبة 0.37%، ليصل إلى 63.07 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام “غرب تكساس الوسيط” بنحو 21 سنتًا، أو 0.35%, ليستقر عند 60.12 دولار للبرميل. هذا الارتفاع يأتي بعد زيادة بنسبة 3% في الجلسة السابقة، مدعومًا بتوقعات إيجابية حول اجتماع مقبل بين وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، ونائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفينج، الذي من المقرر عقده في سويسرا. يركز هذا الاجتماع على حل النزاعات التجارية التي كانت تُهدد نمو الطلب على النفط الخام، وفقاً لما يشير إليه محللو السوق. إذا تم الوصول إلى اتفاق، فإن التوقعات تشير إلى أن الأسعار قد ترتفع بما بين دولارين إلى ثلاثة دولارات للبرميل، مما يعزز الاستقرار في سوق الطاقة.

ومع ذلك، تواجه أسعار النفط ضغوطًا متنوعة من عوامل أخرى. على سبيل المثال، تخطط منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك+” وزيادة الإنتاج، وهو أمر قد يحد من الارتفاعات الحالية ويبقي الضغط على الأسعار لتجنب الفائض. بالمقابل، قد يساهم تشديد العقوبات الأمريكية على إيران في تقييد العرض العالمي، مما يدفع الأسعار صعودًا من خلال تقليل الإمدادات المتاحة. هذه التفاعلات تجعل سوق النفط عرضة للتغييرات السريعة، حيث يتفاعل العرض والطلب مع السياسات الدولية.

زيادة أسعار الوقود وسط التوترات الجيوسياسية

في سياق آخر، يؤثر الصراع المتصاعد بين الهند وباكستان، كدولتين نوويتين، على الطلب على النفط. مع تزايد التعبئة العسكرية، من المتوقع أن يرتفع الطلب من قبل هاتين الدولتين على النفط الخام، حيث قد تشهد مصافي التكرير زيادة في النشاط لدعم الاحتياجات العسكرية، ومن ثم ينمو الطلب على الديزل. وفقاً للتقديرات، تستورد الهند نحو 5.4 مليون برميل يوميًا من النفط، مقارنة بـ0.25 مليون برميل لباكستان، مما يجعل أي تصعيد في الصراع له تأثيرات واسعة على الأسواق. ومع ذلك، قد ينخفض استهلاك وقود الطيران بسبب إغلاق المجال الجوي، الذي يؤدي إلى إلغاء رحلات وإعادة توجيهها، مما يرفع أسعار التذاكر ويقلل من الطلب على الوقود.

بشكل عام، يبقى تأثر أسعار النفط مترابطًا بالمستوى الاقتصادي العالمي، حيث أن أي تقدم في المفاوضات التجارية يمكن أن يعزز الطلب من خلال تحفيز النشاط الاقتصادي. محللو السوق يؤكدون أن العوامل الجيوسياسية مثل الصراعات الحدودية أو السياسات النفطية ستستمر في تشكيل الاتجاهات، مما يدفع الدول إلى مراقبة السوق بشكل دقيق. في ظل هذه التغييرات، من المهم أن يأخذ المستثمرون في الاعتبار المتغيرات العالمية التي قد تؤثر على التوازن بين العرض والطلب، خاصة مع الابتعاد عن التوترات التجارية التي طالما كانت عقبة أمام الاستقرار. هذا الارتفاع الحالي يعكس تفاؤلاً معتدلاً، لكنه يظل عرضة للتقلبات بناءً على نتائج الاجتماعات القادمة وتطورات الأحداث الدولية.