وزير الاتصالات يتفاوض مع عمالقة يابانية لبناء مراكز بحث وتطوير المتقدمة

خلال زيارته الأخيرة إلى طوكيو، العاصمة اليابانية، قام الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، بسلسلة من اللقاءات الهامة مع قيادات كبرى الشركات اليابانية. ركزت هذه اللقاءات على استكشاف فرص الشراكة في مجالات الاتصالات، تطوير البرمجيات، والابتكار التكنولوجي، مع التركيز الخاص على دعم صناعة الإلكترونيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. حضر هذه الاجتماعات السفير المصري في اليابان، محمد أبو بكر، إلى جانب مجموعة من الخبراء المصريين، بما في ذلك قيادات هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات. كما شملت الزيارة زيارة إلى معاهد تعليم تطبيقي يابانية، للاستفادة من تجاربهم في بناء القدرات الرقمية.

وزير الاتصالات يبحث مع كبرى الشركات اليابانية إنشاء مراكز بحث وتطوير

في هذه السياق، عقد الدكتور عمرو طلعت عدة اجتماعات استراتيجية مع قادة الشركات اليابانية الرائدة، حيث ركزت مناقشاتهم على جذب الاستثمارات اليابانية إلى السوق المصرية وتطوير مشاريع مشتركة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا. على سبيل المثال، خلال لقائه مع فوميهيكو أوكانيوا، رئيس شركة توشيبا، ناقشا تطوير البرمجيات، أنظمة الوسائط المتعددة، والمنصات الرقمية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مع استعراض التعاون الحالي مع مجموعة العربي وخطط توسيع مركز بحث وتطوير إقليمي. كما التقى كيجي ياماناكا من شركة شارب، المتخصصة في الإلكترونيات الذكية، حيث تم التركيز على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (AIoT)، ودراسة إمكانية إنشاء مشاريع بحث مشتركة لخدمة الأسواق الأوروبية والإقليمية من خلال مصر.

بالإضافة إلى ذلك، بحث الوزير مع هيدهيرو يوكو، المسؤول التنفيذي بشركة دينسو، فرص التعاون في تصميم وتصنيع مكونات السيارات، مع التركيز على البحث والتطوير. وفي اجتماع آخر مع أكيهيكو تاناكا، رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، تم مناقشة دعم بناء القدرات الرقمية وريادة الأعمال في مصر. شهدت هذه اللقاءات حضور المهندس أحمد الظاهر، رئيس تنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، والدكتور أحمد طنطاوي، المشرف على مركز الابتكار التطبيقي، إلى جانب غيرهم من المتخصصين. كل ذلك يأتي ضمن جهود لتعزيز الشراكات الثنائية، مع الاستفادة من الخبرات اليابانية في مجالات الابتكار والتعليم التطبيقي.

تعزيز الشراكات في مجال الابتكار التكنولوجي

يعد هذا الجولة الدبلوماسية خطوة حاسمة نحو تعزيز العلاقات بين مصر واليابان في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. شارك الدكتور عمرو طلعت في جلسة ضمن مؤتمر “سوشي تك طوكيو 2025″، حيث استعرض الجهود المصرية لبناء الاقتصاد الرقمي، بما في ذلك تطوير البنية التحتية الرقمية ودعم الشركات الناشئة. كما عقد لقاءات مع محافظ طوكيو ووزير الشؤون الداخلية والإتصالات الياباني، بالإضافة إلى مسؤولي مراكز الابتكار ومؤسسات البحث التعليمية. هذه اللقاءات ساهمت في رسم خريطة طريق لجذب المزيد من الاستثمارات اليابانية، مع التركيز على إنشاء مراكز بحث وتطوير مشتركة لتطوير المنتجات الرقمية مثل أنظمة الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.

تأتي هذه المبادرات في وقت يشهد فيه العالم تحولاً رقمياً سريعاً، حيث تسعى مصر إلى تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للابتكار. من خلال هذه الشراكات، يمكن لمصر الاستفادة من التقنيات اليابانية المتقدمة في مجالات الإلكترونيات والبرمجيات، مما يدعم تنمية الاقتصاد المحلي ويفتح أبواباً للتعاون الدولي. على سبيل المثال، يمكن أن تشمل المشاريع المستقبلية تطوير أجهزة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات الأسواق العالمية، مع التركيز على بناء قدرات الشباب المصري من خلال البرامج التدريبية والتعليمية. هذا النهج ليس فقط يعزز الابتكار التكنولوجي، بل يساهم أيضاً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال دمج التكنولوجيا في قطاعات مثل السيارات والصحة الرقمية. باختصار، تمثل هذه الجهود خطوة نحو مستقبل مشرق للتعاون بين البلدين، يعتمد على الابتكار والاستثمار المتبادل.