استثمار ضخم.. 640 مليون دولار لمشروع إنتاج صودا أش في العلمين الجديدة

تعد الشركة المصرية للصودا أش خطوة بارزة في تعزيز قطاع البتروكيماويات، حيث تجسد جهود الدولة في تنفيذ مشروعات استراتيجية تهدف إلى التنمية المستدامة.

استثمارات مشروع إنتاج الصودا أش بالعلمين الجديدة

في الجمعية العامة العادية للشركة المصرية للصودا أش، التي عقدت بحضور رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات والمساهمين، تم استعراض تقرير النشاط والنتائج المالية للعام المنتهي في 31 ديسمبر 2024. شهدت الشركة، خلال هذه الفترة، تحديات جمة شملت تشكيل فرق عمل متخصصة فنياً وإدارياً، بالاعتماد على كوادر ماهرة من الشركة القابضة وشركات قطاع البترول. هذه الجهود أسفرت عن إنجازات بارزة، مثل توقيع عقد المقاول العام مع شركة TCC الصينية، المعروفة عالمياً بخبرتها في مشروعات الصودا أش، إضافة إلى عقد الأعمال الهندسية المبكرة لتسريع التنفيذ. كما حصلت الشركة على الموافقة البيئية النهائية، وانخرطت في مفاوضات لتأمين التمويل، مع التعاقد على كافة المواد الخام المحلية اللازمة. بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع اتفاقيات مبادئ لتسويق المنتجات محلياً وعالمياً، بكميات تفوق الطاقة الإنتاجية المتوقعة للمصنع، مما يعكس الثقة في نجاح المشروع.

يأتي هذا التقدم ضمن استراتيجية الدولة لتعزيز المشروعات القومية ذات القيمة المضافة، تتوافق مع رؤية مصر 2030 التي تركز على التنمية المستدامة من خلال دعم قطاع البترول والبتروكيماويات في المناطق الاستراتيجية مثل المجتمعات العمرانية الجديدة. يعكس ذلك التوجيهات الرئاسية للإسراع في تنفيذ مثل هذه المبادرات، حيث تم تأسيس الشركة في ديسمبر 2022 لإقامة مشروع ضخم يركز على إنتاج الصودا أش ومشتقاتها في المنطقة الصناعية بمدينة العلمين الجديدة بالساحل الشمالي. يمتد المشروع على مساحة تقدر بـ270 فداناً، بتكلفة استثمارية تصل إلى 640 مليون دولار، ويستهدف في مرحلته الأولى إنتاج حوالي 600 ألف طن سنوياً. هذا الاستثمار ليس مجرد خطوة اقتصادية، بل يساهم في خلق فرص عمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي، مع الاستفادة من الموارد المحلية لتعزيز الاقتصاد الوطني.

تطوير مشروع إنتاج الصودا أش

يبرز تطوير مشروع إنتاج الصودا أش كعنصر أساسي في استراتيجية التنمية، حيث يعزز من القدرات الصناعية لمصر ويفتح أبواب التعاون الدولي. من خلال هذا المشروع، تهدف الشركة إلى تحقيق التوازن بين الاستدامة البيئية والنمو الاقتصادي، مع الالتزام بالمعايير العالمية في الإنتاج. هذا التطوير يعتمد على الابتكار التكنولوجي ودمج الكفاءات المحلية مع الخبرات الدولية، مما يضمن تحقيق أهداف الإنتاجية المستهدفة. كما أن التركيز على تسويق المنتجات في الأسواق المحلية والدولية يعكس رؤية شاملة للاستغلال الأمثل للطاقة الإنتاجية، مع الاستفادة من البنية التحتية في العلمين الجديدة لدعم الاقتصاد الوطني. بذلك، يمثل هذا المشروع نموذجاً ناجحاً للاستثمارات الكبيرة التي تساهم في تحقيق الرؤية الاستراتيجية للبلاد.