دبلوماسية التهور تهز المشهد الدولي!

أي دولة في العالم لا تستطيع الابتعاد عن تأثيرات محيطها السياسي والاقتصادي، حيث تعتمد علاقاتها مع الآخرين على مصالح متغيرة مثل التحالفات الدولية أو الشراكات التجارية. هذه الروابط غير دائمة، فهي تتأثر بتغير الأحوال السياسية أو انعدام المصالح المشتركة، مما يجعل الدبلوماسية تحديًا يوميًا للعديد من الدول.

تطور العلاقات الدولية في ظل الصراعات

مع هذا التطور، تبقى الدبلوماسية معقدة، حيث تتفاوت العلاقات بين الفتور عبر المنظمات الدولية فقط، وبين الشراكات القوية المبنية على الاقتصاد أو التعاون العسكري. الدول ذات النفوذ الكبير تتجنب الارتباط بأنظمة غير مستقرة، مما يؤثر على سمعتها العالمية. على سبيل المثال، شهدت بعض النظم السياسية الانعزال، بينما أدت علاقات أخرى، كالتحالف بين إيطاليا هتلر وألمانيا موسوليني، إلى كارثة دمرت شعوب بأكملها. وفي الشرق الأوسط، أدت الأحداث الحالية، مثل الصراع في غزة الذي نشأ عن أحداث أكتوبر، إلى سقوط أنظمة هشة مثل نظام بشار الأسد، وانهيار قوى مثل حزب الله وحماس، لكن الثمن الأكبر دفعته الشعوب في سوريا ولبنان وفلسطين.

التحديات في النزاعات الدولية

أما في سياق النزاعات، فإن بعض الآراء ترى أن المخاطرة بالحروب تستحقها أحيانًا، لكن الخسائر تتجاوز التدمير المادي لتشمل استشهاد وتشريد المدنيين، وانتشار الأمراض نتيجة التلوث البيئي. في غزة، على سبيل المثال، أدى الاستهداف العسكري إلى تدمير الأراضي الزراعية وتلويث المياه، مما أدى إلى تفشي أمراض صدرية كما أكد الأطباء المحليون. لذا، يجب أن تعتمد مقاومة الاحتلال على استراتيجيات مدروسة، كما فعل عمر المختار في ليبيا، حيث تجنب المعارك داخل المدن للحفاظ على حياة المدنيين والقوات، معتمدًا على حروب الكر والفر لتجنب الانهيار الكامل.

في الواقع، قد يؤدي التمادي في الصراعات إلى تفتيت القوى، كما حدث مع حماس وحزب الله، أو الآلة العسكرية السورية. أما الحوثيون في اليمن، الذين يواجهون دولًا كبرى، فيستمرون في الاستفزازات رغم محدودية موارد بلادهم، مما يثير هجمات غربية مدعومة من الولايات المتحدة. هذا الوضع يعني بالضرورة الصدام مع إسرائيل وداعميها، حيث يرد كل صاروخ بموجة من الهجمات تدمر البنى التحتية وتودي بحياة العشرات. لذا، يجب على مثل هذه القوى تقييم قدراتها العسكرية والاقتصادية بعناية، لأن الصراعات غير المتكافئة تنتهي بتشريد الشعوب وتدمير معيشتهم، دون تحقيق أهداف حقيقية.