سفير السودان في الإمارات يكشف مصير السفارة وينتقد حكومة بورتسودان

سفير السودان بالإمارات يكشف لـ«العين الإخبارية» مصير السفارة ويوجه صفعة لحكومة بورتسودان

أبوظبي – خاص بـ"العين الإخبارية"

في تصريح مثير للجدل، كشف السفير السوداني لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، محمد عبد الرحمن، اليوم، عن مصير السفارة السودانية في أبوظبي، مُعتبرًا أنها تواجه مصيرًا غامضًا قد يؤدي إلى إغلاقها أو إعادة هيكلتها، في ظل الوضع السياسي المتردي في السودان. وفي خطوة غير مسبوقة، وجه السفير انتقادًا حادًا للحكومة الانتقالية في بورتسودان، وصفها بأنها "غير مؤهلة وتفتقر إلى الرؤية الدبلوماسية"، مما أثار موجة من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية.

جاء هذا التصريح خلال مقابلة مع "العين الإخبارية"، حيث تحدث السفير عن التحديات التي تواجه السفارة السودانية في الإمارات، والتي تشمل نقص التمويل والدعم اللوجستي من الحكومة المركزية في بورتسودان. وقال السفير: "السفارة هنا في أبوظبي كانت رمزًا للعلاقات الإيجابية بين السودان والإمارات، لكن الوضع الراهن يجعلنا نعيد النظر في مصيرها. إذا لم تحرك الحكومة في بورتسودان ساكنًا، فإننا قد نضطر إلى إغلاقها أو تقليص عملياتها بشكل كبير".

خلفية الصراع والانتقادات الحادة

يأتي هذا الكشف في وقت حرج يشهد السودان اضطرابات سياسية وعسكرية، حيث أصبحت بورتسودان، المدينة الساحلية في شرق السودان، مقصدًا للحكومة الانتقالية بعد اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023. وكانت بورتسودان قد أصبحت مركزًا حكوميًا بديلًا عن الخرطوم، التي تشهد قتالًا مستمرًا.

وأثار السفير غضبًا واسعًا عبر انتقاده للحكومة في بورتسودان، حيث وصفها بأنها "تتجاهل الدبلوماسية وتضع مصالحها الشخصية فوق مصلحة الشعب". وقال إن "الحكومة لم تقدم الدعم الذي يلزم للسفارات السودانية في الخارج، مما يعرض مصالحنا الدولية للخطر". هذا الانتقاد، الذي يُعتبر "صفعة" مباشرة، يأتي في سياق اتهامات متكررة بحكومة بورتسودان بالفساد والإهمال، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يعاني منها السودان.

كما أشار السفير إلى أن العلاقات بين السودان والإمارات، التي كانت قوية في السابق، تشهد توترًا بسبب التغييرات السياسية الداخلية في السودان. وأكد أن "الإمارات كانت دائمًا حليفًا موثوقًا، لكننا بحاجة إلى حكومة في بورتسودان تعي أهمية هذه العلاقات وتعمل على تعزيزها، لا على تفكيكها".

ردود الفعل والتأثيرات الدبلوماسية

لم يتأخر رد الحكومة السودانية في بورتسودان على هذا التصريح، حيث أصدرت وزارة الخارجية بيانًا رسميًا يصف كلام السفير بأنه "غير مسؤول ويتعارض مع السياسة الرسمية". وقالت الوزارة إنها ستفتح تحقيقًا في الموضوع، معتبرة أن السفير "قد يخضع للإجراءات التأديبية". من جانبها، أعادت وسائل إعلام سودانية موالية للحكومة التأكيد على استمرار عمل السفارة، محاولة تهدئة التوتر.

في الإمارات، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من وزارة الخارجية، لكن مراقبون دبلوماسيون أكدوا أن هذا التصريح قد يؤثر على العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل دعم الإمارات للسودان في مجالات التنمية والإغاثة الإنسانية. ويرى بعض الخبراء أن انتقاد السفير يعكس عمق الأزمة الداخلية في السودان، حيث أصبحت الدبلوماسية ضحية للصراعات السياسية.

هل يؤدي هذا إلى تغيير؟

يُعتبر تصريح السفير عبد الرحمن دليلاً إضافيًا على الشقاق داخل الصفوف الحكومية السودانية، ويشكل تحديًا للحكومة في بورتسودان التي تحاول الاحتفاظ بتوازنها في مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية. في حال استمرار هذا التوتر، قد يؤدي إلى إعادة ترتيب السفارات السودانية في الخارج، مما يعني فقدانًا دبلوماسيًا محتملًا.

في الختام، يبقى هذا التصريح نقطة تحول في العلاقات السودانية الدبلوماسية، حيث يظهر كيف يمكن للأزمات الداخلية أن تتسرب إلى المسرح الدولي. ومع تطور الأحداث، ستتابع "العين الإخبارية" التغطية لهذا الملف الهام.