مؤتمر الاتصالات للشرق الأوسط وأفريقيا يختتم فعالياته بنجاح في القاهرة

انتهت فعاليات مؤتمر تنظيم الاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الذي عقد في القاهرة، حيث شاركت فيه شركة OOKLA العالمية بالتعاون مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات. استمر الحدث على مدار ثلاثة أيام، من 6 إلى 8 مايو 2025، وجمع بين ممثلي الهيئات التنظيمية، مسؤولي الحكومات، وخبراء من قطاع الاتصالات عبر مختلف الدول.

اختتام مؤتمر تنظيم الاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بالقاهرة

يسعى هذا المؤتمر إلى تعزيز الشراكات بين الجهات ذات الصلة، من خلال مناقشة أبرز الاتجاهات العالمية في مجال الاتصالات. خلال الجلسات، تم استعراض أفضل الممارسات التنظيمية ومواكبة التطورات التقنية السريعة، مع التركيز على تحسين جودة الخدمات المقدمة للمستهلكين والمؤسسات. كما تم التأكيد على أهمية تعزيز كفاءة البنية التحتية الرقمية، بالإضافة إلى مناقشة أحدث المنهجيات لقياس أداء الشبكات وتجربة المستخدمين. هذا النهج يهدف إلى دعم التنمية المستدامة في قطاع الاتصالات، مع النظر في التحديات والفرص الناشئة من التغييرات التقنية العالمية.

في السياق نفسه، أبرز الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات دور مصر في استضافة هذا الحدث الإقليمي، مما يعكس الثقة الدولية في التجربة المصرية في تنظيم قطاع الاتصالات. هذا الاختيار يسلط الضوء على الجهود المبذولة من قبل الدولة لدعم التحول الرقمي، وفقاً لرؤية مصر 2030. تم استعراض الإنجازات التي حققتها مصر في هذا المجال، بما في ذلك توسيع شبكات الاتصالات وتقديم خدمات رقمية متقدمة. من بين هذه المبادرات، برنامج “حياة كريمة” الذي يهدف إلى تعزيز وصول الخدمات الرقمية إلى المناطق الريفية والمحرومة، من خلال انتشار الألياف الضوئية في المنازل وتوسيع شبكات أبراج المحمول.

بالإضافة إلى ذلك، تشمل الجهود التعاون بين القطاعين العام والخاص لتطوير حلول اتصالات مبتكرة، مما يعزز الشمول الرقمي ويحسن من جودة الحياة اليومية. انعقدت الجلسات مع مشاركة نخبة من المتحدثين والخبراء من داخل وخارج المنطقة، لتبادل الخبرات ودعم بناء مستقبل رقمي أكثر كفاءة وشمولاً.

القمة الإقليمية لتنظيم الاتصالات في القاهرة

خلال الثلاثة أيام، شهد المؤتمر نقاشات حية حول كيفية تكييف السياسات التنظيمية مع الابتكارات التكنولوجية، مثل الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس. تم التأكيد على أن تعزيز البنية التحتية الرقمية ليس فقط أمراً فنياً، بل يشكل دعامة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. على سبيل المثال، ساهمت مصر في استعراض نماذج ناجحة للأنظمة التنظيمية التي تسهل الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة في المناطق النائية، مما يقلل من الفجوة الرقمية ويعزز المشاركة في الاقتصاد العالمي.

بالإضافة إلى ذلك، ركز المناقشات على أهمية بناء شراكات دولية لمواجهة التحديات المشتركة، مثل حماية خصوصية البيانات وتعزيز الأمان السيبراني. المشاركون أكدوا أن الاستثمار في تطوير المهارات البشرية ضروري للاستفادة من التقنيات الرقمية، مع التركيز على تدريب الشباب والمؤسسات على استخدام هذه التكنولوجيا بشكل فعال. في نهاية المؤتمر، تم التوصية بإنشاء آليات تابعة لتحقيق التعاون المستمر بين الدول المشاركة، لضمان متابعة النتائج والتطبيق العملي للنقاشات.

أما في الجانب الإقليمي، فإن هذا الحدث يمثل خطوة متقدمة نحو تعزيز دور الشرق الأوسط وأفريقيا في الساحة العالمية للاتصالات. تم مناقشة كيفية دمج الابتكارات مثل الاقتصاد الرقمي في استراتيجيات التنمية الوطنية، مع الاستفادة من الدروس المستفادة من تجارب دول أخرى. على سبيل المثال، استعرض الخبراء آليات قياس أداء الشبكات باستخدام أدوات حديثة، مما يساعد في تحسين تجربة المستخدمين ورفع كفاءة الخدمات. في الختام، يعكس نجاح هذا المؤتمر التزام مصر والدول المشاركة ببناء مستقبل رقمي يعتمد على التعاون والابتكار، مما يدعم الرؤى الاستراتيجية للتنمية المستدامة.