سلاف فواخرجي تتحدث عن أزمة جامعة دمشق وقضية ميرا

أظهر فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي مشهداً مؤثراً لمغادرة جماعية لطلاب المدينة الجامعية في المزة، حيث يحملون حقائبهم وأغراضهم الشخصية وهم يغادرون أماكن إقامتهم وسط أجواء من القلق والتوتر. هذا الحدث يعكس الضغوط الاجتماعية والأمنية التي تشهدها المنطقة، حيث يتردد الطلاب في مواصلة حياتهم الدراسية بسبب مخاوف متزايدة من تفاقم الاقتتال الداخلي، كما حدث في مناطق أخرى سابقاً.

مغادرة الطلاب في المدينة الجامعية

في هذا السياق، شارك الناشطون الفيديو مع تعليقات تعبر عن الألم النفسي الذي يواجهه الشباب السوري. أحد الناشطين وصف المشهد بأنه “مؤلم”، مشيراً إلى أن الطلاب الأبرياء يدفعون ثمن الصراعات الطائفية دون ذنب، حيث كانوا يحملون كتبهم بدلاً من السلاح، ويؤمنون بأن العلم هو السبيل لمستقبل أفضل. كلماته تجسد واقعاً مريراً، حيث أصبح الخوف يسيطر على الطموحات، والمجهول يبدو أقرب من أي يقين. هذه المغادرة ليست مجرد انتقال جغرافي، بل هي رمز لفقدان الاستقرار الاجتماعي الذي يهدد مستقبل جيل كامل من الشباب الطموحين. الطلاب، الذين كانوا يأملون في بناء أوطانهم من خلال التعليم، يجدون أنفسهم مضطرين للرحيل خوفاً من تكرار المشاهد الدامية التي شهدتها مناطق مختلفة، بما في ذلك الساحل السوري في الأحداث السابقة. هذه القصص تبرز كيف أن التوترات الاجتماعية تجبر الأفراد على التضحية بأحلامهم، مما يعمق من أزمة الشباب في البلاد.

رحيل الدارسين وسط التحديات

من جانب آخر، ساهمت الممثلة في إبراز هذه القضية من خلال مشاركة الفيديو على حسابها الشخصي عبر منصة “إكس”، حيث وصفته بـ”التغريبة الطلابية”، عبرة عن حزنها الشديد لما يواجهه الشباب. تعليقها يعكس الإحساس العام بالغربة والضياع الذي يعيشه الطلاب، الذين يُكرهون على ترك منازلهم الدراسية بحثاً عن أمان مؤقت. كما لم تخف الممثلة تعاطفها مع قضايا أخرى متصلة، مثل حالة الشابة ميرا جلال ثابت، التي تعرضت لاختطاف وتمت إعادتها في ظروف مؤلمة، حيث أصبحت متزوجة ومنقبة. فواخرجي، في تعليقها على إكس، عبرت عن ألمها الشديد قائلة إن روح ميرا “سُبيت وأُغتُصبت”، مما سلبت منها أنوثتها وعزتها وضحكتها. هذه التعليقات تسلط الضوء على الجراح النفسية العميقة التي تواجه النساء في مثل هذه الظروف، حيث يصبح الاختطاف ليس مجرد جريمة جسدية، بل هجوماً على الهوية والكرامة. قضية ميرا تجسد جانباً آخر من الواقع الاجتماعي، حيث يتداخل الخوف من العنف مع الضغوط الاجتماعية، مما يجعل رحيل الطلاب جزءاً من سلسلة أوسع من التحديات.

في الختام، يمكن القول إن هذه الأحداث تشكل تحدياً كبيراً للمجتمع السوري، حيث يواجه الشباب معوقات تتجاوز حدود المناطق الجغرافية. مغادرة الطلاب للمدينة الجامعية في المزة ليست حدثاً عادياً، بل هي انعكاس لأزمة أعمق تتعلق بالأمان والاستقرار، وتدفعنا للتساؤل عن كيفية حماية مستقبل الجيل الشاب من تأثيرات الصراعات المستمرة. مع تزايد الوعي من خلال وسائل التواصل، يأمل الكثيرون في أن تكون هذه القصص دافعاً للتغيير الإيجابي، لكن الواقع يظل يحمل تحديات كبيرة. الطلاب، كرمز للأمل، يستحقون فرصة لبناء مستقبلهم بعيداً عن الخوف والعنف، مما يتطلب جهوداً مشتركة لإعادة السلام إلى حياتهم اليومية.