شهدت أسعار الذهب في السوق المصرية نوعًا من الاستقرار والارتفاع الخفيف خلال جلسات المساء اليوم الخميس، رغم الضغوط العالمية التي أثرت على المعدن النفيس. هذا التماسك يعكس قوة السوق المحلية في مواجهة تقلبات الأسواق الدولية، حيث ساهمت عوامل محلية في الحفاظ على مستويات أعلى نسبيًا مقارنة بمستويات الصباح.
الذهب يتماسك مساء في السوق المصرية
في السياق المحلي، أظهرت الأسعار ارتفاعًا محدودًا يصل إلى نحو 20 جنيهًا للجرام مقارنة بتعاملات الصباح، مدعومًا بتعافي مبكر للذهب عالميًا قبل أن يتراجع تحت تأثير بيانات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وفقًا للتطورات الأخيرة، سجلت الأسعار كالتالي: عيار 24 بلغ 5451 جنيهًا، عيار 21 وصل إلى 4770 جنيهًا، عيار 18 بلغ 4089 جنيهًا، وعيار 14 سجل 3180 جنيهًا. أما سعر الجنيه الذهب، فقد بلغ 38,460 جنيهًا. هذه الارتفاعات تبرز الجاذبية المستمرة للذهب كاستثمار آمن في الاقتصاد المصري، حيث يلجأ المستثمرون إلى هذا المعدن لمواجهة التحديات الاقتصادية مثل تقلبات العملة والتضخم.
تأثير أسعار المعدن الأصفر عالميًا
على المستوى العالمي، شهد الذهب تراجعًا ملحوظًا بلغ نحو 0.6%، حيث هبطت الأونصة إلى أدنى مستوياتها عند 3320 دولارًا، بعد أن بدأت الجلسة عند 3372 دولارًا، وتتداول الآن قرب 3352 دولارًا للأونصة. هذا التراجع جاء كرد فعل مباشر لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتثبيت أسعار الفائدة، مع الإشارة إلى احتمال عدم تغيير السياسات النقدية في الفترة القادمة. هذا القرار قلص من توقعات السوق حول خفض الفائدة المرتقب، مما دفع قيمة الدولار الأمريكي للارتفاع، وبالتالي زاد الضغط على أسعار الذهب كسلعة استثمارية تتأثر عكسيًا بالقوة النسبية للعملات. في تصريحاته، حذر رئيس الفيدرالي، جيروم باول، من مخاطر استمرار التعريفات الجمركية المرتفعة، مشيرًا إلى أنها قد تؤدي إلى زيادة التضخم وضعف سوق العمل، على الرغم من أن تأثيرها قد يكون مؤقتًا. هذا الوضع يعزز حالة عدم اليقين في الأسواق، مما يجعل التنبؤ بمستقبل أسعار الذهب أمرًا معقدًا.
مع ذلك، يظل الذهب خيارًا مفضلًا للمستثمرين في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، حيث يُعتبر ملاذًا آمنًا أمام التقلبات مثل ارتفاع التضخم أو التغيرات في السياسات النقدية. في مصر، يعكس تماسك أسعار الذهب قدرة السوق على التكيف مع التحديات الدولية، مع توقعات بأن يستمر الذهب في جذب الطلب المحلي بفضل دوره كحاجز ضد الاضطرابات الاقتصادية. هذا التوازن بين العوامل المحلية والعالمية يؤكد أهمية مراقبة التطورات المستمرة في أسعار الذهب، خاصة مع اقتراب الأحداث الاقتصادية الكبرى التي قد تؤثر على اتجاهاته في الأسابيع المقبلة. بشكل عام، يبقى الذهب رمزًا للاستقرار في عالم يتسم بالتغيير السريع، مسجلًا تأثيرًا كبيرًا على الاقتصادات الناشئة مثل مصر.
تعليقات