أعلنت شركة أبل عن دراسة إعادة تصميم متصفح سفاري لدمج محركات البحث التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما قد يحدث تحولاً كبيراً في تجربة التصفح على أجهزتها. هذا الإعلان جاء من خلال نائب رئيس الشركة للخدمات، إدي كيو، أثناء شهادته في دعوى قضائية ضد ألفابت، الشركة الأم لجوجل. الدعوى تتعلق باتفاقية تجعل جوجل محرك البحث الرئيسي على سفاري مقابل 20 مليار دولار سنوياً، وإذا أُجبرت الشركتان على إنهاء هذه الاتفاقية، فقد يواجه أكثر من ملياري جهاز من أجهزة أبل تغييرات جذرية في عملية البحث.
ذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل تجربة سفاري
أشار كيو إلى انخفاض استخدام عمليات البحث عبر سفاري لأول مرة الشهر الماضي، مشيراً إلى انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وأدوات من OpenAI وPerplexity وAnthropic. وفقاً لتصريحاته، تسعى أبل إلى دمج هذه المحركات الذكية ضمن خيارات سفاري، على الرغم من أنها لن تكون الخيار الافتراضي حالياً بسبب الحاجة إلى تحسين أدائها. قال كيو إن الذكاء الاصطناعي غير المعادلة، حيث كان جوجل الخيار الوحيد البارز في السابق، لكنه الآن يواجه منافسة من أدوات مثل جيميني من جوجل، وديب سيك الصيني، وغروك من إكس إيه آي التابعة لإيلون ماسك.
التطورات الذكية في محركات البحث
هذا التحول يأتي في ظل مخاوف مالية، إذ تشكل إيرادات الشراكة مع جوجل جزءاً أساسياً من قطاع خدمات أبل، الذي بلغ 26.6 مليار دولار في مارس الماضي. أدت تصريحات كيو إلى انخفاض أسهم ألفابت بنسبة 7.3% وأبل بنسبة 1.1%، مما يعكس قلق المستثمرين من تداعيات القضية. كما تواجه أبل تحديات أخرى، مثل القرار القضائي الذي يسمح للمطورين باستخدام وسائل دفع خارجية، مما قد يقلل من أرباحها. وأكد كيو أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تتطور بسرعة، وقد تغير عادات المستخدمين خلال عقد من الزمان، لدرجة أن الآيفون نفسه قد يصبح أقل ضرورة.
بالإضافة إلى ذلك، ستعزز نماذج اللغة الكبيرة قدرات محركات البحث الذكية، على الرغم من الحاجة إلى تحسين جودة فهارس البحث. يفضل كيو استمرار جوجل كخيار افتراضي بسبب شروطها المالية المفيدة، لكن أبل تتأخر نسبياً في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث لا تمتلك محرك بحث خاص بها وأجلت تحديثات لمساعد الصوتي سيري. ومع ذلك، من المتوقع أن تكشف أبل عن تحسينات لمنصتها الذكية في مؤتمر المطورين في يونيو، مما قد يعزز مكانتها في هذا المجال. هذه التغييرات تشير إلى عصر جديد في التصفح، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي محوراً لتجربة المستخدمين، مع التحديات الاقتصادية والتكنولوجية التي قد تشكل مستقبل صناعة التكنولوجيا.
تعليقات