جهود أمريكية مكثفة لتأسيس مؤسسة إغاثية في غزة

في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الخارجية الأمريكية على صعوبة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة بسبب وجود حركة حماس، يعمل المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، على تقديم اقتراحات لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والحكومة الإسرائيلية لقيادة مؤسسة جديدة تهدف إلى إدخال هذه المساعدات. يركز بيزلي على إعادة تدفق المساعدات بشكل عاجل، مع شرط ضمان عدم السيطرة عليها من قبل حماس، مما يعكس الجهود الدبلوماسية لتخفيف الأزمة الإنسانية في المنطقة. وفقاً لتقارير إعلامية، فإن هذه المؤسسة الجديدة ستكون مسؤولة عن إدخال المساعدات مباشرة إلى المدنيين، مع التركيز على الكفاءة والأمان.

غزة وتحديات المساعدات الإنسانية

مع اقتراب الولايات المتحدة وإسرائيل من اتفاق لاستئناف تقديم المساعدات دون تدخل حماس، يبرز الجدل حول آليات توزيعها. الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى رفضت التعاون مع هذه الخطة الجديدة، مدعية أنها تخالف المبادئ الإنسانية الأساسية التي تتطلب الحياد والوصول غير المشروط. ومع ذلك، يؤكد مصادر مطلعة أن المؤسسة مستقلة وتقودها شخصيات مدنية، وتهدف إلى دعم عمل الأمم المتحدة بدلاً من استبدالها. الغرض الرئيسي هو ضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين بشكل آمن وفعال، مع التركيز على تجاوز عقبات مثل اعتراض حماس، لضمان تدفقها مباشرة إلى المدنيين. هذا النهج يأتي في سياق تصاعد التحذيرات الدولية من تفاقم الأوضاع في غزة، حيث يعاني السكان من نقص شديد في الوقود، الأدوية، الغذاء، والمياه النظيفة، بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر.

الأزمة الإنسانية في القطاع

وسط هذه الظروف، أكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، سام وربيرغ، أن الولايات المتحدة تهدف إلى مساعدة غزة في تحسين مستقبلها دون الرغبة في السيطرة عليها، لكنه أبرز الصعوبات الناتجة عن وجود حماس. من جانب آخر، أعرب مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، مثل كايا كالاس، عن اتفاق معظم الدول الأوروبية على أن الوضع في غزة غير مستدام ويتدهور بسرعة، مما يدعو إلى تدخل فوري. هذه الجهود تتزامن مع زيادة الضغوط الدولية لإيجاد حلول تعزز وصول المساعدات، مع التركيز على الحماية المدنية والتخفيف من المعاناة اليومية. يُذكر أن غزة تعتمد بشكل كبير على هذه المساعدات كشريان حياة، خاصة مع استمرار الحصار منذ مطلع مارس الماضي، الذي أدى إلى تفاقم الأزمات الصحية والغذائية. في هذا السياق، يُنظر إلى الجهود الدولية كفرصة لإحلال الاستقرار، مع الحرص على أن تكون عمليات التوزيع خالية من التدخلات السياسية. بالإضافة إلى ذلك، يتم التأكيد على أهمية التعاون بين الجهات الدولية لضمان فعالية هذه الخطط في تحقيق أهدافها الإنسانية، رغم التحديات الميدانية. هذه الخطوات تشكل جزءاً من جهود أوسع لإعادة بناء الثقة وتعزيز السلام في المنطقة، مع الالتزام بمبادئ الإغاثة الدولية. بشكل عام، يبقى التركيز على تأمين حياة السكان الأبرياء أولوية رئيسية، في ظل الصراعات الجيوسياسية المستمرة.