ترمب يعزز انتقاداته لباول: الوقت قد فات!

جدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انتقاده الشديد لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، خاصة بعد قرار البنك المركزي الأمريكي بتثبيت معدل الفائدة دون أي تعديلات في اجتماعه الأخير الذي انتهى يوم الأربعاء. هذا القرار جاء كما كان متوقعًا، حيث بقي المعدل في النطاق بين 4.25% و4.50%، مما أثار غضب ترامب الذي رأى فيه تأخيرًا كبيرًا في الرد على الوضع الاقتصادي الحالي. في منشوره عبر منصته “تروث سوشيال”، وصف ترامب باول بأنه “متأخر للغاية وأحمق لا يفقه شيئًا”، مشددًا على أن انخفاض أسعار النفط والطاقة كان كبيرًا، بالإضافة إلى تراجع تكاليف البقالة والسلع الأساسية مثل البيض. وفقًا لترامب، أدى ذلك إلى تضخم شبه منعدم، مع تدفق أموال الرسوم الجمركية إلى الاقتصاد الأمريكي، مما يجعل خفض الفائدة أمرًا ضروريًا لتعزيز النمو.

انتقادات ترامب لسياسات البنك المركزي

في هذا السياق، يبدو أن ترامب يرى أن البنك المركزي يعاني من تأخر في اتخازه للإجراءات المناسبة، حيث أكد في منشوره أن الظروف الاقتصادية الحالية تتطلب تدخلًا سريعًا. انتقاداته لم تكن جديدة، إذ كان قد هاجم باول سابقًا خلال فترة رئاسته، معتبرًا أن قرارات البنك تؤثر سلبًا على الاقتصاد. ترامب يؤمن بأن خفض الفائدة سيحفز الاستثمارات ويقلل من التكاليف على المستهلكين، خاصة مع التراجع في أسعار الطاقة والمنتجات اليومية. هذا النوع من التعليقات يعكس رأي ترامب في أن السياسات النقدية يجب أن تكون أكثر توجهاً نحو دعم الشركات والأفراد، لا سيما في أوقات التباطؤ الاقتصادي. ومع ذلك، يستمر البنك المركزي في التأكيد على استقلاله، مع التركيز على مراقبة مؤشرات التضخم والنمو لاتخاذ قرارات مدروسة.

هجوم الرئيس على قيادة باول

أما بالنسبة لرد باول نفسه، فقد أكد خلال مؤتمر صحفي عقب الاجتماع أن دعوات ترامب لخفض الفائدة لن تؤثر على قرارات البنك المركزي، مشددًا على أن السياسة النقدية تقوم على بيانات اقتصادية دقيقة وليس على الضغوط الخارجية. هذا التباين يبرز الصراع بين الرؤية السياسية لترامب، التي تركز على تحقيق نمو سريع، والنهج المحافظ للبنك المركزي الذي يهتم باستدامة الاقتصاد على المدى الطويل. في الواقع، يُعتبر قرار تثبيت الفائدة جزءًا من استراتيجية أوسع لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، مثل تقلبات أسعار النفط وتأثيرات الوباء السابقة. ترامب، من جانبه، يستمر في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائه، معتبرًا أن الإدارة الحالية للبنك تخدم مصالحًا غير مباشرة، ويدعو إلى تغييرات جذرية قد تشمل خفض الفائدة لتحفيز الاقتصاد. هذا الجدل يعكس أيضًا الدور المتزايد للرئيس السابق في التعليق على القضايا الاقتصادية، حيث يرى الكثيرون أن انتقاداته تهدف إلى تعزيز صورته كمدافع عن الطبقة العاملة. في الختام، يبقى من المهم مراقبة كيفية تأثير هذه التصريحات على الثقة في السوق، خاصة مع توقعات باجتماعات قادمة قد تشهد تغييرات في معدل الفائدة بناءً على بيانات جديدة.