في صمت الفجر، يبدأ يحيى شعبان يومه بقلب مملوء بالأمل رغم التحديات. هو رجل يجمع بين مسؤوليات الحياة اليومية وشغفه بالرياضة، حيث يعمل صباحًا في حقول الفاكهة ليغطي احتياجات أسرته، ثم يتحول مساءً إلى لاعب كرة طائرة يدافع عن فريقه في نادي الاتحاد السكندري. هذه الحياة المزدحمة ليست سهلة، لكنها تعكس قصة إصرار وتفانٍ، حيث يواجه يحيى كل صباح بكفين ممتلئتين بالعطاء، رافعًا أحلام أسرته وفريقه معًا.
نجم الاتحاد يواجه الحياة بكفين من العطاء
يعيش يحيى شعبان، لاعب الكرة الطائرة بنادي الاتحاد، حياة مزدوجة تجسد الكفاح اليومي. في ساعات الصباح الباكر، قبل أن تفتح الشمس أجفانها تمامًا، يغادر منزله ليعمل في جمع الفاكهة، حيث يتقاضى مقابل ذلك 200 جنيه يوميًا. يديه تتصبب عرقًا بين صناديق الثمار، ويده الأخرى تحمل هموم أسرة صغيرة، بما في ذلك طفلة تعاني من مشاكل صحية تتطلب رعاية مستمرة وأدوية غالية. رغم الإرهاق، لا يتوقف يحيى عن العطاء؛ فهو يعمل من السادسة صباحًا حتى الثانية ظهرًا، ثم ينتقل بسرعة إلى تدريبات فريقه، حيث يتحول إلى عمود أساسي في الفريق، ساعيًا لتحقيق الإنجازات مثل الوصول إلى نصف نهائي بطولة الكرة الشاطئية. هذا الرجل ليس مجرد لاعب؛ هو رمز للصمود، يحفر في الأرض صباحًا ليزرع الأمل في قلوب أحبائه، ويحارب في الملعب مساءً بنفس الروح القتالية.
بطل الكرة الطائرة والحياة اليومية
في عالم يسعى فيه الكثيرون للشهرة من خلال الإعلام والعقود الكبيرة، يختار يحيى شعبان طريقًا مختلفًا، يعتمد على الإصرار والعمل الشاق. هو أب وزوج يواجه تحديات الحياة بعزيمة، فطفلته الصغيرة تنتظر ابتسامته رغم ألمها، وفريقه يعتمد عليه كلاعب محترف يقدم أداءً متميزًا. يحيى لا ينتظر الضوء الساطع من الكاميرات؛ بل يجد إلهامه في نبض عائلته وفخر فريقه. هذه القصة ليست مجرد سرد لأحداث، بل هي دعوة لإعادة النظر في مفهوم النجاح، حيث يبرز يحيى كبطل يعاني في الصمت، لكنه ينتصر يوميًا بفضل عزمه. في زمن يقاس فيه النجاح بالأرقام والمتابعين، يقاس يحيى بشجاعته أمام الصعاب، بعرق جبينه الذي لا يتوقف، وبحبه لأسرته التي تمنحه القوة. خلف كل إنجاز رياضي، هناك قصص مثل قصة يحيى، حيث يقاتل الإنسان في الخفاء ليضيء حياة الآخرين. إنه ليس بطلاً من أفلام، بل بطل حقيقي يصنع تاريخه يومًا بعد يوم، مما يذكرنا بأن الأبطال الحقيقيين هم من يراهم القلوب، لا الكاميرات.
تعليقات