أثار تسجيل 73 زلزالاً خلال أسبوع واحد في محيط بركان جبل سبير بألاسكا مخاوف من احتمال ثوران وشيك، حيث أكد مرصد ألاسكا للبراكين أن هذه الهزات تشير إلى زيادة في النشاط البركاني. شهدت المنطقة تكراراً لهذه الزلازل، التي تتراوح شدتها بين خفيفة ومتوسطة، مما دفع السلطات إلى رفع مستوى التحذير إلى “أصفر”.
زلازل قرب بركان جبل سبير
يبدو أن هذه الزلازل مرتبطة بحركة الصهارة تحت سطح الأرض، حيث أدت إلى تشققات في الصخور المحيطة كما حدث في أحداث سابقة. يقع البركان على بعد حوالي 129 كيلومتراً غرب مدينة أنكوريج، التي تضم نحو 300 ألف نسمة، وتاريخه يشمل ثورانين كبيرين في عامي 1953 و1992. هذان الثورانان أديا إلى انبعاث سحب رماد بركاني واسعة، غطت مناطق شاسعة وأثرت بشكل كبير على حركة الطيران في المنطقة. كما أشار المرصد إلى رصد تصاعد للبخار وزيادة في انبعاثات الغازات من فوهة البركان، مما يعزز من احتمالية تطور الوضع.
النشاط البركاني المتزايد
مع تزايد هذا النشاط البركاني، دعت السلطات المحلية السكان في ألاسكا إلى الحفاظ على درجة عالية من الاستعداد، خاصة مع تكرار سيناريوهات سابقة شهدت فيها انبعاثات الرماد تأثيراً سلبياً على جودة الهواء وتعطيل البنية التحتية مثل الطرق والمطارات. يشمل ذلك إغلاقات مؤقتة للمرافق وضرورة اتباع إرشادات السلطات لتجنب المخاطر. العلماء يتابعون الوضع عن كثب من خلال أدوات مراقبة متطورة، حيث يركزون على أي تغييرات محتملة في حركة الصهارة أو زيادة في الزلازل، للتنبؤ بأي ثوران قد يؤثر على المناطق المجاورة. في السابق، كان مثل هذا النشاط يسبب اضطرابات في الحياة اليومية، مثل توقف الرحلات الجوية وفرض قيود على الأنشطة الخارجية، مما يبرز أهمية اليقظة المستمرة.
في السياق ذاته، يتطلب الأمر فهم أكبر للآثار البيئية لهذه الظواهر، حيث أن الزلازل المتكررة قد تؤدي إلى تغييرات طويلة الأمد في المناطق المحيطة، مثل تشكيل تضاريس جديدة أو تأثير على الموارد الطبيعية. على سبيل المثال، في حال حدوث ثوران كبير، قد ينتج عنه تدفقات حممية أو سحب رماد تؤثر على الزراعة والحياة البرية في المناطق القريبة. يستمر التقييم العلمي لتجنب أي كارثة، مع التركيز على تعزيز الإجراءات الوقائية مثل بناء الملاجئ أو تحسين نظم الإنذار المبكر. لذا، يبقى الأمر حيوياً للسكان اتباع التعليمات وتجنب الاقتراب من المناطق الخطرة، مع الاعتماد على بيانات المتابعة الدقيقة للحد من الخسائر المحتملة. هذا الوضع يعكس كيف يمكن للطبيعة أن تكون غير متوقعة، مما يدفع إلى زيادة الجهود في البحث والتوعية لمواجهة مثل هذه التحديات في المستقبل.
تعليقات