دولة فقيرة تُشغل أكبر حقل نفطي بالعالم.. 22 مليار برميل قد تحولها إلى أغنى من السعودية وأمريكا
تستعد جمهورية كازاخستان لاستئناف إنتاج النفط من حقل تنغيز، الذي يُعد أكبر حقول النفط في البلاد ويحتوي على احتياطيات هائلة تبلغ 3.1 مليار طن، أو ما يعادل 22 مليار برميل. هذا الحقل يمثل عمودًا فقريًا للاقتصاد الكازاخستاني، حيث سيساهم عودته إلى الإنتاج في تعزيز الثراء الاقتصادي ودفع عجلة التنمية في الفترة القادمة. مع انتهاء أعمال الصيانة التي بدأت في أغسطس 2024، يتجه البلاد نحو زيادة إمدادات الطاقة المحلية والدولية، مما يدعم نمو الصادرات ويقوي مكانتها في سوق الطاقة العالمية. هذا الاستئناف يأتي في وقت يسعى فيه القطاع النفطي الكازاخستاني لتحقيق أهداف طموحة، مما يعني فرصًا للاستثمار والتوسع في الصناعات ذات الصلة.
تشغيل أكبر حقل نفط في كازاخستان
حقل تنغيز يُشكل قلب صناعة النفط الكازاخستانية، حيث تم اكتشافه عام 1979 ويحتل مكانة عالمية كواحد من أكبر حقول الغاز الحامض. توقف الإنتاج في الحقل مؤقتًا في أغسطس 2024 لإجراء عمليات صيانة شاملة من قبل شركة تنغيز شيفرويل، مما أدى إلى تراجع إنتاجي بنسبة 17% مؤقتًا. ومع ذلك، أعلنت الشركة مؤخرًا عن الانتهاء من هذه العمليات، ومن المتوقع أن يعود الحقل إلى طاقته الكاملة بحلول 18 يناير الجاري. هذا التحرك سيرفع من إنتاج النفط اليومي، الذي بلغ في السنوات الأخيرة مستويات قياسية، حيث ارتفع من 534 ألف برميل يوميًا في 2021 إلى 630 ألف برميل يوميًا في 2023. بذلك، سيتيح الحقل دعمًا كبيرًا للاقتصاد المحلي من خلال زيادة الإيرادات من التصدير، خاصة أن كازاخستان تمتلك احتياطيات تقدر بأكثر من 25.5 مليار برميل، مع ما بين 7 إلى 10 مليارات برميل قابلة للاستخراج.
إعادة إنتاج الطاقة في كازاخستان
مع عودة حقل تنغيز إلى الإنتاج، من المتوقع أن يشهد الاقتصاد الكازاخستاني قفزة ملحوظة في المعايير الإنتاجية خلال 2025، حيث يساهم هذا الحقل في تعزيز الإمدادات العالمية بالنفط الخام. في السنة الماضية، بلغ إنتاج كازاخستان نحو 90 مليون طن، وتسعى الحكومة الآن إلى تحقيق هدف استراتيجي يصل إلى 104.8 مليون طن بحلول عام 2029. هذا التركيز على الإنتاج يعكس التزام البلاد بتحسين البنية التحتية للطاقة وجعلها محركًا رئيسيًا للنمو. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الحقل على كميات كبيرة من كبريتيد الهيدروجين، مما يتطلب تقنيات متقدمة للاستخراج، لكن هذا يفتح أبوابًا للابتكار والشراكات الدولية. في السياق العام، ستساهم هذه التطورات في تعزيز التوازن الاقتصادي لكازاخستان، خاصة مع تزايد الطلب العالمي على الطاقة، وتسمح بتعزيز الاستدامة من خلال استثمارات في تقنيات الاستخراج البيئية. كما أن إعادة تشغيل الحقل لن يقتصر تأثيره على القطاع النفطي، بل سينعكس على القطاعات الأخرى مثل التصنيع والتجارة، مما يدفع البلاد نحو نهضة شاملة. في ظل هذه الجهود، يبدو أن كازاخستان على وشك تحقيق قفزة نوعية في سلسلة الإمدادات العالمية، مع التركيز على زيادة الكفاءة والوصول إلى أسواق جديدة. بشكل عام، يمثل هذا الاستئناف خطوة حاسمة نحو تعزيز الاقتصاد الوطني وضمان استمرارية الإمدادات الطاقية على المستوى الدولي.
تعليقات