تصاعد توتر عسكري بين الهند وباكستان.. هل تنفجر الأزمة؟

تفاقمت الأزمة بين الهند وباكستان بعد تبادل ضربات عسكرية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في مناطق حدودية، وهو ما يعكس خطر اندلاع حرب كاملة بين الجارتين المتسلحتين بالأسلحة النووية. وفق تقارير الجيشين، شهدت المنطقة اشتباكات جوية وأرضية، بينما تتدخل دول عالمية لمنع التصعيد.

توتر بين الهند وباكستان يؤدي إلى مواجهات دامية

في سياق التصعيد الأخير، أعلن الجيش الباكستاني إسقاط خمس طائرات هندية، بما في ذلك ثلاث من طراز رافال الفرنسية، خلال عمليات دفاعية في المجال الجوي. وقال المتحدث باسمه الجنرال أحمد شودري إن هذه الإجراءات كانت ردا على غارات هندية استهدفت أراضي باكستانية، مما أسفر عن تدمير معسكرات إرهابية في مناطق حدودية. من جانبها، أكدت الهند تنفيذ ضربات صاروخية على تسعة أهداف في باكستان، واصفة إياها بردًا على هجوم سابق في كشمير أودى بحياة عشرات الضحايا. المتحدثة باسم الجيش الهندي، الكولونيل فيوميكا سينغ، أشارت إلى أن الضربات تم اختيارها بعناية لتجنب الإضرار بالمدنيين، رغم التقارير التي أفادت بأضرار في سد باكستاني لتوليد الطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، أبلغت تقارير إعلامية عن خسائر بشرية كبيرة، حيث قتل 10 أشخاص وأصيب 48 آخرون في الجزء الهندي من كشمير بسبب القصف الباكستاني، فيما أسفرت الغارات الهندية عن مقتل 26 مدنيًا على الأقل وإصابة 46 آخرين في ستة مواقع باكستانية. كما ذكر الجيش الباكستاني أن إحدى الضربات الهندية ضربت مسجدًا في منطقة بنجاب، مسجلة 13 قتيلًا بينهم نساء وأطفال، وهو ما وصفه بأنه “أعنف الاعتداءات”. وردًا على ذلك، حذر المتحدث الباكستاني من أن بلاده سترد في الوقت والمكان المناسبين، مما يعزز من مخاوف اندلاع صراع أوسع.

تصعيد الصراع يثير قلقًا عالميًا

وسط هذا التصعيد، أعرب العديد من الدول عن قلقها البالغ من خطر تحول التوتر إلى حرب شاملة. أصدرت الصين بيانًا دعت فيه الهند وباكستان إلى ضبط النفس وإعطاء الأولوية للسلام، معتبرة أن أي تصعيد سيؤثر على استقرار المنطقة. كذلك، طالبت روسيا الجانبين بالتهدئة، مشددة على أهمية حل الخلافات بالطرق الدبلوماسية، خاصة أن البلدين يمتلكان قدرات نووية ترفع من مخاطر الصراع. من جهة أمريكية، أعلن الرئيس دونالد ترمب أمله في انتهاء القتال بسرعة، موضحًا أن الوضع “مؤسف” ويحتاج إلى حل سلمي، بينما تحدث وزير الخارجية ماركو روبيو مع مسؤولي البلدين لتشجيع الحوار وإعادة فتح قنوات النقاش لتجنب المزيد من التصعيد.

كما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مخاوفه الشديدة، محذرًا من أن العالم لن يتحمل مواجهة بين قوتين نوويتين. دعا من خلال متحدثه إلى ممارسة أقصى درجات الضبط العسكري، مع التركيز على حلول سلمية. هذه التدخلات الدولية تأتي في ظل الخلفية التاريخية للصراع، خاصة بعد الهجوم في 22 أبريل الذي أدى إلى مقتل 26 شخصًا في كشمير، ونفت باكستان تورطها فيه. الآن، يبدو أن التوتر يتفاقم، مع تبادل اتهامات وتهديدات، مما يدفع المنطقة نحو حافة الهاوية، حيث يتطلب الأمر جهودًا مكثفة لإعادة الهدوء قبل أن يتحول الوضع إلى كارثة إقليمية. ومع استمرار الاشتباكات، يظل التركيز على الدبلوماسية كوسيلة الوحيدة لمنع كارثة محتملة.