قال أفراد أسرة الشيخ محمود الطبلاوي في لقاء خاص إن شخصيته كانت تجسد التواضع الحقيقي، رغم المكانة العالية التي حققها في عالم التلاوة القرآنية. ركزوا في حديثهم على كيف كان يعيش حياة بسيطة، يبتعد عن الشهرة السطحية، ويهتم بالأعمال الخيرية دون إعلان، معتبرين أن ربه رفع قدره من خلال ارتباطه الوثيق بالقرآن الكريم.
الشيخ الطبلاوي: تواضعه العظيم وبقائه من خلال القرآن
في هذا السياق، أكدت أسرته أن الشيخ الطبلاوي كان مثالًا حيًا للتواضع، حيث لم يسمح النجاح بتغيير سيرته المتواضعة، بل كان يرى في القرآن مصدر قوته الحقيقية. وجهت الأسرة شكرها العميق للإعلامي أحمد المسلماني والدكتور دويدار، الذين ساهموا في تكريم ذكرى الشيخ من خلال برامج إذاعة القرآن الكريم خلال ذكرى وفاته، مما أعاد إحياء صوته الجميل في أذهان الملايين. كما شاركت ابنة الشيخ في الوصف الدقيق لمشروعه الخيري، الذي ركز على تحفيظ القرآن للأطفال، مشيرة إلى أن هذا المشروع ما زال يعمل كصدقة جارية، حيث يقدم دروسًا مجانية للأجيال الجديدة، وتلقى دعمًا كبيرًا من أولياء الأمور لاستمراره. أضافت أن رؤيتها لوالدها في المنام وهو سعيد ومرتاح أعطتها وأفراد أسرتها شعورًا بالارتياح والطمأنينة، مؤكدين أن هذا يعكس مدى ما كان يحققه من خير في حياته.
مرثية القارئ البارع: أخلاقه وإرثه الدائم
أما الدكتور محمد الطبلاوي، نجل الشيخ، فقد قدم تلاوة قرآنية مميزة تقليدًا لأسلوب والده، مما أثلج صدور الحاضرين وأعاد إحياء ذكريات الصوت الشجي الذي كان يأسر القلوب. هذه التلاوة لم تكن مجرد عرض فني، بل كانت تعبيرًا عن الإرث الروحي الذي تركه الشيخ، حيث أكدت أسرته أن المركز الذي أنشئ كصدقة جارية على روحه يستمر في تحفيظ عشرات الأطفال للقرآن بشكل مجاني، رغم مرور السنوات، مما يعزز من تأثيره الإيجابي على المجتمع. من جانبهم، وصف أصدقاء الأسرة الشيخ الطبلاوي بأنه شخصية عظيمة في جميع جوانبها، حيث كانت أخلاقه وتواضعه يسبقان شهرته كقارئ قرآني بارع. قالوا إن تواضعه لم يكن مجرد صفة، بل كان جزءًا أصيلًا من شخصيته، مما جعله يحظى بمحبة الناس ويبقى حيًا في قلوبهم من خلال قرآنِه وطريقة عيشه السامية. هذا الجانب الأخلاقي هو الذي جعل الشيخ الطبلاوي رمزًا دائمًا، يلهم الأجيال اللاحقة بالالتزام بالقيم الإسلامية والعمل الخفي للخير. في الختام، يبقى الشيخ الطبلاوي نموذجًا مشرفًا لكيف يمكن أن يجمع الإنسان بين التميز في الفن القرآني والتواضع في الحياة اليومية، مما يضمن بقاء ذكراه كمصدر إلهام دائم.
تعليقات