قال وزير السياحة والآثار في مصر، شريف فتحي، إن الجهود المكثفة لتعزيز السياحة الصديقة للبيئة أدت إلى نتائج ملحوظة، حيث أصبح أكثر من 41% من المنشآت الفندقية في البلاد ملتزمة بمعايير الاستدامة والممارسات الخضراء. هذا التوجه يعكس التزام الحكومة بتحويل قطاع السياحة إلى نموذج يركز على الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل التأثير البيئي، مما يدعم التنمية المستدامة على المدى الطويل. في ظل التحديات العالمية مثل تغير المناخ، أصبح من الضروري أن تتبنى الصناعة هذه المعايير لضمان استمراريتها وجذب السياح الواعين بقضايا البيئة.
معايير الاستدامة في السياحة المصرية
يبرز هذا الرقم، الذي يتجاوز 41%، كدليل على التقدم الذي حققته مصر في تطبيق معايير الاستدامة، وذلك خلال الاجتماع الوزاري الرابع لمنظمة الدول الثماني النامية (D8). أكد الوزير أن التركيز على جعل السياحة صديقة للبيئة يشمل تقليل استهلاك الطاقة، إدارة الموارد المائية، وتطبيق ممارسات الإعادة التدوير في المنشآت الفندقية. هذا النهج ليس مجرد مطلب أخلاقي، بل يعزز التنافسية الاقتصادية لمصر في سوق السياحة العالمية، حيث يفضل الزوار الآن الوجهات التي تظهر التزامها بالاستدامة. بالإضافة إلى ذلك، يساهم هذا التحول في تعزيز سمعة مصر كوجهة سياحية مسؤولة، مما يعزز من حركة السياحة الداخلية والدولية على حد سواء.
السياحة الخضراء كركيزة للتنمية
يؤكد الوزير دور القطاع الخاص كعمود فقري لصناعة السياحة، مع تركيز الحكومة على تهيئة البنية التحتية وضمان مناخ استثماري مشجع. هذا يشمل الترويج الخارجي، والتنظيم، والرقابة لضمان جودة الخدمات وحماية المنافسة العادلة. في هذا السياق، أبرز أهمية العمل المشترك بين دول منظمة D8، من خلال تنظيم لقاءات وورش عمل مهنية، حيث يتم تبادل الخبرات بين الشركات السياحية والمؤسسات المعنية. هذا التعاون يساعد في جذب المزيد من الحركة السياحية وتعزيز الروابط الاقتصادية بين الدول الأعضاء.
علاوة على ذلك، يركز الوزير على تنمية العنصر البشري كأساس لتحقيق الاستدامة طويلة الأمد. يتم حاليًا إطلاق منصة إلكترونية أكاديمية للتدريب في مجال السياحة والسفر، وهي نظام لإدارة التعلم يهدف إلى تدريب وتأهيل العاملين في القطاع من خلال برامج رقمية شاملة. هذا التوجه يعزز من كفاءة الأفراد ويرفع من جودة الخدمات، ويرى الوزير أن تبادل الخبرات بين دول D8 في هذا المجال سيكون له دور كبير في تطوير رأس المال البشري. على سبيل المثال، يمكن للدول الأعضاء مشاركة نجاحاتها في تطبيق السياحة الخضراء، مما يساعد في بناء شبكة من الممارسات الفعالة.
في الختام، يمثل هذا الجهد جزءًا من رؤية أوسع لمصر لجعل السياحة قاطرة للتنمية الاقتصادية مع الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي. باتت السياحة الخضراء ليس فقط خيارًا، بل ضرورة لمواجهة التحديات المستقبلية، حيث تُظهر الأرقام أن المنشآت المتقدمة في الاستدامة تجني فوائد اقتصادية واضحة. مع استمرار الالتزام بهذه المعايير، من المتوقع أن تشهد مصر زيادة في أعداد الزوار وتعزيز دورها كمركز سياحي عالمي. هذا النهج يعكس التكامل بين السياحة والحفاظ على البيئة، مما يضمن مستقبلًا أكثر استدامة للجميع.
تعليقات