في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة OpenAI، المعروفة بتطوير تطبيق ChatGPT، عن تراجعها عن خطط تحويلها إلى شركة ربحية تقليدية، ردًا على الضغوط المتزايدة من موظفين سابقين، أكاديميين، ومنافسين بارزين مثل الملياردير إيلون ماسك. هذا القرار يعكس توازنًا دقيقًا بين الأهداف التجارية والالتزامات الأخلاقية، حيث قررت الشركة إعادة هيكلة قسمها الربحي ليصبح شركة منفعة عامة، مع الحفاظ على سيطرة الكيان غير الربحي على العمليات الرئيسية. هذا التغيير يهدف إلى ضمان أن تطور الذكاء الاصطناعي يبقى موجهًا نحو خدمة البشرية دون المساومة على القيم الأساسية.
OpenAI تتراجع عن التحول إلى شركة ربحية
أكد رئيس مجلس إدارة OpenAI، بريت تايلور، أن القرار جاء بعد مشاورات مكثفة مع قادة المجتمع المدني ومسؤولي الولايات المتعلقة، مثل ولاية ديلاوير وكاليفورنيا. قال تايلور في بيان رسمي إن هذا التعديل سيحافظ على الهيكل الحالي للشركة، حيث تأسست OpenAI عام 2015 كنظام غير ربحي يركز على تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي آمنة ومفيدة للبشرية. في عام 2019، أنشأت الشركة فرعًا ربحيًا لتغطية التكاليف الهائلة للبحث والتطوير، لكن الضغوط الخارجية دفعتهم لإعادة النظر في هذا النهج. الرئيس التنفيذي سام ألتمان أضاف أن الهيكلة الجديدة ستمكن الشركة من جذب الاستثمارات اللازمة دون فرض حد على عوائد المستثمرين، مما يعزز جاذبيتها للداعمين المحتملين. وفقًا لألتمان، فإن هذا التوازن يضمن أن تبقى المهمة الأساسية للشركة في الوقت الذي تتعامل فيه مع التحديات المالية.
التحديات في قطاع الذكاء الاصطناعي
تواجه OpenAI ضغوطًا مالية كبيرة، خاصة مع جولة تمويل قيمتها 40 مليار دولار، حيث يشترط المستثمر الرئيسي، شركة سوفت بنك، إكمال إعادة الهيكلة بحلول نهاية عام 2025، وإلا فإن التمويل سينخفض إلى 20 مليار دولار. رغم ذلك، أكد ألتمان أن سوفت بنك ستواصل دعمها تحت الهيكل الجديد، مع إمكانية جذب مستثمرين آخرين لسد أي فجوات. الشركة تتوقع تحقيق إيرادات تصل إلى 12.7 مليار دولار هذا العام، لكنها تواجه تكاليف باهظة لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة، قد تصل إلى مليارات الدولارات لكل نظام. هذا القرار أثار أسئلة من خبراء مثل دارين شيفر، الذي رأى فيه محاولة للجمع بين الطابع غير الربحي والحاجة إلى رؤوس أموال خارجية، مع تساؤلات حول ما إذا كان يخدم فعليًا المصلحة العامة أم يميل نحو المصالح الخاصة. كما عبرت روز تشان لوي، مديرة تنفيذية في جامعة كاليفورنيا، عن قلقها بشأن مدى سيطرة الكيان غير الربحي على تطوير التقنيات، مؤكدة أن التفاصيل الدقيقة ستحدد نجاح هذا النهج. في النهاية، يمثل هذا التغيير نقطة تحول في صناعة الذكاء الاصطناعي، حيث يبرز الصراع بين الابتكار التجاري والمسؤولية الأخلاقية، مما قد يؤثر على مستقبل التكنولوجيا العالمية.
تعليقات