تم تجميع صاروخ أرتميس 2 العملاق بشكل شبه كامل في مركز كينيدي للفضاء بفلوريدا، حيث يواصل تطوره كجزء من جهود ناسا لاستكشاف الفضاء. هذا الصاروخ، الذي يعتمد على نظام الإطلاق الفضائي SLS، يمثل خطوة حاسمة نحو إرسال رواد فضاء إلى القمر في عام 2026، رغم التحديات السياسية التي هددت برنامجاً أساسياً مثل محاولات إلغاءه. مع ركوب المرحلة الثانية، المعروفة بـICPS، أصبح الصاروخ جاهزاً تقريباً لنقل مركبة أوريون والطاقم إلى مدار الأرض ثم نحو القمر، مما يؤكد التزام ناسا بالتقدم في برامجها الفضائية.
تقدم أرتميس 2 نحو الإطلاق
في هذا السياق، يبرز صاروخ SLS كعنصر رئيسي في مهمة أرتميس 2، حيث سيحمل رواد فضاء ناسا، بما في ذلك ريد وايزمان، فيكتور جلوفر، كريستينا كوخ، وجيريمي هانسن من وكالة الفضاء الكندية. هذه المهمة تمثل الدفعة الثانية في برنامج أرتميس، الذي يهدف إلى إقامة وجود دائم على سطح القمر كمرحلة أساسية لتطوير التكنولوجيا اللازمة لإرسال البشر إلى المريخ في المستقبل. وفقاً للخطط، ستكون أرتميس 2 جزءاً من سلسلة من المهمات تتجاوز الاستكشاف، حيث ستمهد الطريق لأرتميس 3 في عام 2027، التي ستعتمد على مركبة هبوط ستارشيب لنقل الرواد إلى سطح القمر مباشرة.
ومع ذلك، يواجه البرنامج تحديات كبيرة، خاصة مع اقتراح إدارة سابقة لإلغاء صاروخ SLS ومركبة أوريون بعد انتهاء مهمة أرتميس 3، مما قد يجعل أرتميس 2 المهمة الأخيرة لهذا النظام. رغم ذلك، يستمر العمل على التحضيرات، مع تركيز كبير على ضمان السلامة والفعالية. من المتوقع أن يتم الإطلاق في أوائل عام 2026، بعد أكثر من ثلاث سنوات من نجاح أرتميس 1 في نوفمبر 2022، التي أرسلت مركبة أوريون غير مأهولة في رحلة استغرقت 25 يوماً حول القمر.
تطورات برنامج أرتميس
في تفاصيل المهمة، لن يدخل طاقم أرتميس 2 مدار القمر بشكل تقليدي، بل سيقوم ICPS بتوجيه مركبة أوريون وفريقها نحو مسار عودة حر حول القمر، مما يتيح لهم التحليق حول الجانب البعيد منه قبل العودة مباشرة إلى الأرض. هذا النهج يعكس تطوراً في استراتيجيات الرحلات الفضائية، حيث يركز على اختبار القدرات دون مخاطر إضافية غير ضرورية. برنامج أرتميس ككل يعتمد على دمج تقنيات متقدمة مثل محركات SLS القوية، التي تضمن قدرة على حمل حمولات ثقيلة، بالإضافة إلى التعاون الدولي مع وكالات مثل تلك الكندية.
هذه الخطوات تؤكد أهمية الاستمرارية في استكشاف الفضاء، فبالإضافة إلى تحقيق أهداف علمية مثل دراسة سطح القمر، فإنها تساهم في بناء قاعدة للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية. على سبيل المثال، التركيز على تطوير نظم الدفع المتقدمة وأنظمة الحماية من الإشعاع الفضائي يفتح الباب لمستقبل يشمل رحلات مأهولة إلى المريخ. مع مرور الوقت، يصبح القمر نقطة انطلاق استراتيجية، حيث يمكن استخدام موارد مثل التربة القمرية لدعم المهمات المستقبلية، مما يقلل من الاعتماد على الأرض.
في الختام، يمثل تقدم أرتميس 2 خطوة كبيرة نحو تحقيق رؤية ناسا للفضاء، رغم التحديات السياسية والفنية. هذه المهمة ليس فقط اختباراً للتقنيات المتقدمة، بل تعزيزاً للروح الإنسانية في استكشاف المجهول، مع التركيز على ضمان السلامة للرواد وضمان استدامة البرنامج. بفضل الجهود المكثفة في مرافق مثل مبنى تجميع المركبات، يبقى الأمل كبيراً في أن يفتح هذا البرنامج أبواباً جديدة للعلم والاكتشاف.
تعليقات