جولدمان ساكس يقلل توقعاته لأسعار النفط مع زيادة إمدادات أوبك+

جولدمان ساكس يخفض توقعاته لأسعار النفط

قام بنك جولدمان ساكس بتعديل توقعاته الهبوطية لأسعار النفط، كرد فعل مباشر للإعلان عن زيادة في إمدادات تحالف أوبك+. هذا التغيير يعكس الضغوط المتزايدة على أسواق الطاقة العالمية، حيث أدت الزيادة في مستويات الإنتاج إلى تراجع أسعار البرميل بشكل ملحوظ. يأتي هذا التحول في سياق محاولات أوبك+ لفرض الانضباط على الدول الأعضاء التي تجاوزت حصصها، مما يؤثر على التوازن بين العرض والطلب.

تعديلات توقعات أسعار النفط بسبب الإمدادات المتزايدة

في ضوء الزيادة المعلن عنها في إنتاج أوبك+، الذي يتوقع أن يصل إلى 410 آلاف برميل يوميا في يوليو، قام جولدمان ساكس بتعديل توقعاته الاقتصادية للأسعار. كان التقدير السابق يتوقع زيادة أقل بكثير تصل إلى 140 ألف برميل يوميا فقط، لكن الوضع الجديد أدى إلى خفض المتوسط المتوقع لسعر خام برنت إلى 60 دولار للبرميل لبقية عام 2025، مقارنة بـ63 دولار كما كان متوقعا سابقا. كما تم خفض التوقع لعام 2026 إلى 56 دولار للبرميل، بدلا من 58 دولار. بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط (WTI)، أصبح المتوسط المتوقع 56 دولار للبرميل في بقية 2025، مقارنة بـ59 دولار سابقا، و52 دولار في 2026 مقابل 55 دولار.

هذا التراجع في التوقعات يعكس تأثيراً واسعاً على أسواق العقود الآجلة، حيث هبط سعر عقود خام برنت القياسي لتسليم يوليو بنسبة 3.45% ليصل إلى 59.18 دولار للبرميل، فيما تراجع سعر عقود خام نايمكس الأمريكي لتسليم يونيو بنسبة 3.75% إلى 56.09 دولار للبرميل. السبب الرئيسي لهذا التغيير هو الخطوة التي اتخذتها أوبك+ لمعاقبة الدول التي تجاوزت حصصها، مع تحذيرات من القيادة السعودية بأن الزيادة في الإنتاج قد تستمر إذا لم تتحقق الالتزامات المطلوبة.

من جانب آخر، تشير التقارير التحليلية إلى أن هذا التحول يمكن أن يؤدي إلى آثار طويلة الأمد على الاقتصاد العالمي، حيث يعتمد العديد من الدول على أسعار النفط لتحقيق الاستقرار المالي. على سبيل المثال، قد يؤثر هبوط الأسعار على الدول المنتجة للنفط، مما يقلل من إيراداتها، بينما يوفر فرصة للدول الاستهلاكية لتقليل نفقات الطاقة. في السياق العام، يبرز هذا التعديل من جولدمان ساكس كدليل على التغيرات الديناميكية في سوق الطاقة، حيث يلعب تحالف أوبك+ دوراً حاسماً في تشكيل الاتجاهات المستقبلية.

مع استمرار التحديات الجيوسياسية والاقتصادية، من المتوقع أن تظل أسعار النفط عرضة للتقلبات، خاصة مع زيادة التركيز على الطاقة المتجددة كبديل. هذا يعني أن المستثمرين والدول يجب أن يتكيّفوا مع هذه التغييرات، مع الاستعداد لمزيد من التعديلات في التوقعات بناءً على التطورات اللاحقة في إمدادات النفط العالمية. بشكل عام، يؤكد هذا الموقف أهمية مراقبة السياسات الإنتاجية لأوبك+، حيث تؤثر مباشرة على الاقتصاد العالمي والاستثمارات في قطاع الطاقة.