في الآونة الأخيرة، شهدت المملكة المتحدة ارتفاعاً حاداً في حالات الإصابة ببكتيريا كلوستريديويدس ديفيسيل، المعروفة بـ C. diff، حيث أصدرت السلطات الصحية تحذيراً عاجلاً يؤكد على خطر انتشار هذه العدوى القاتلة في المستشفيات. تعتبر هذه البكتيريا مصدر قلق كبير، إذ تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل الإسهال الشديد ومضاعفات مميتة، خاصة بين كبار السن.
تحذير من ارتفاع حالات الإصابة بـ C. diff
أظهرت بيانات الوكالة أن معدل الإصابات بلغ 29.5 حالة لكل 100,000 شخص في الفترة من 2023 إلى 2024، مما يمثل زيادة بنسبة 33% مقارنة بالفترة من 2020 إلى 2021، وهو أعلى مستوى سُجل منذ أكثر من عقد من الزمان. يرتبط هذا الارتفاع المفاجئ بالضغوط المتزايدة على نظام الرعاية الصحية، حيث أدت نقص الأسرة إلى انتشار ظاهرة “رعاية الممرات”، وهي حالة تجبر العاملين الصحيين على الاعتماد على أماكن غير مناسبة لعلاج المرضى. هذا الوضع يعيق الالتزام بإجراءات الوقاية الأساسية، مثل غسل اليدين والتعقيم المناسب، مما يسمح للبكتيريا بالانتشار بسهولة أكبر في أقسام الطوارئ المزدحمة.
خطر العدوى القاتلة في المستشفيات
يُعد انتشار C. diff السبب الرئيسي للعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، حيث تتسبب في الإصابة بالأمعاء وتؤدي إلى مضاعفات شديدة مثل الإنتان أو التهاب الصفاق. تصل نسبة الوفيات إلى 20% بين كبار السن فوق 85 عاماً، مما يجعلها تهديداً خطيراً يتطلب تدخلاً سريعاً. يعود هذا الانتشار إلى استخدام المضادات الحيوية بشكل واسع، خاصة مع قوائم الانتظار الطويلة التي تجاوزت 7.5 مليون مريض في نهاية عام 2023، حيث ينتظر ثلث مرضى الطوارئ أكثر من أربع ساعات، وبعضهم ينتظر 12 ساعة أو أكثر. هذا الوضع يعطل توازن بكتيريا الأمعاء، مما يزيد من عرضة الأفراد للعدوى.
بالإضافة إلى ذلك، أصبحت “رعاية الممرات” أمراً شائعاً، حيث يضطر نحو 80% من الأطباء إلى علاج المرضى في أماكن غير مجهزة، وهو ما أدى في بعض الحالات إلى وفيات بسبب عدم الوصول إلى معدات الإنقاذ. تتميز هذه البكتيريا بمقاومتها العالية للحرارة والمطهرات، وتنتقل عبر الجراثيم التي تظل حية لفترات طويلة على الأسطح الملوثة، مما يجعل الأعراض مثل الإسهال المستمر، ارتفاع الحرارة، وآلام البطن شائعة لدى المصابين. يُنصح بالتواصل مع خدمات الرعاية الصحية، مثل رقم NHS 111، في حالة استمرار الأعراض، خاصة بعد استخدام المضادات الحيوية.
أخيراً، تؤكد السلطات على ضرورة تعزيز إجراءات الوقاية وتخفيف الضغط على المستشفيات للحد من انتشار هذه العدوى، مع التركيز على تحسين النظافة والتعليم الصحي للحد من المخاطر. هذا التدخل العاجل ضروري لضمان سلامة المرضى وضبط الوضع قبل تفاقمه أكثر.
تعليقات