محمد بن راشد: اعتماد مادة «الذكاء الاصطناعي» بكافة مراحل التعليم الحكومي في الإمارات
دبي – صحيفة الخليج
في خطوة تُعزز من مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اعتماد مادة «الذكاء الاصطناعي» كمنهج دراسي إلزامي في جميع مراحل التعليم الحكومي في الإمارات. هذه الإجراءات تأتي ضمن جهود الدولة الشاملة لتأهيل الجيل الشاب وإعدادهم للعصر الرقمي، حيث يُعتبر الذكاء الاصطناعي أحد أبرز محركات الاقتصاد العالمي في المستقبل.
كشف سمو الشيخ محمد بن راشد، عبر حسابه الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي، عن هذا القرار الذي يشمل جميع المراحل التعليمية، بدءًا من المرحلة الابتدائية وصولًا إلى التعليم الثانوي والجامعي في المؤسسات الحكومية. وقال سموّه: «نؤمن بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية، بل هو أداة لتشكيل المستقبل. ومن خلال دمجه في نظام التعليم، نهدف إلى بناء جيل مبدع قادر على التكيف مع التطورات السريعة في عالم التقنية». هذا القرار يعكس الرؤية الاستراتيجية للإمارات، التي وضعت الذكاء الاصطناعي في صميم خططها الوطنية، مثل استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي التي أُطلقت في العام 2017.
أهمية الخطوة وتداعياتها
يعكس اعتماد مادة الذكاء الاصطناعي التزام الإمارات بتحويل نظام التعليم إلى نموذج متقدم يركز على المهارات المستقبلية. في ظل الثورة الرابعة للصناعة، أصبح الذكاء الاصطناعي أساسيًا لتنويع الاقتصاد وتعزيز المنافسة العالمية. وفقًا للمسؤولين في وزارة التعليم، ستشمل المناهج دروسًا عملية تتناول مفاهيم أساسية مثل التعلم الآلي، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، بالإضافة إلى تطبيقاتها في مجالات مثل الطب، والزراعة، والأعمال.
من المتوقع أن يبدأ تنفيذ هذا القرار خلال العام الدراسي القادم، حيث سيتم تدريب المعلمين وتطوير البرامج التعليمية بالتعاون مع شركاء دوليين مثل شركات التكنولوجيا العالمية. ويشير الخبراء إلى أن هذه الخطوة ستساهم في رفع كفاءة الطلبة، حيث يُتوقع أن يخرج المتعلمون من التعليم الحكومي مزودين بمهارات رقمية عالية، مما يدعم رؤية الإمارات في تحقيق التنمية المستدامة وجذب الاستثمارات في قطاع التقنية.
فوائد دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم
يُعد تدريس الذكاء الاصطناعي في المدارس والجامعات فرصة لتعزيز الابتكار والتفكير النقدي لدى الطلاب. وفقًا لدراسات دولية، فإن الدول التي تتبنى التعليم التقني باكرًا تشهد نموًا اقتصاديًا أعلى. في الإمارات، سيساعد هذا الدمج في إعداد جيل يمكنه المساهمة في مشاريع وطنية كبرى، مثل مدينة "ماسدار" أو مبادرة "الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية".
كما أكدت وزارة التعليم أن هذا القرار يتماشى مع أهداف رؤية الإمارات 2031، التي تهدف إلى جعل البلاد في طليعة الدول الرائدة في التكنولوجيا. وفي هذا السياق، قال الدكتور عبد الله النعيمي، خبير في التعليم الرقمي: «إن اعتماد الذكاء الاصطناعي في التعليم لن يقتصر على تحسين المناهج، بل سيعزز من ثقافة الابتكار في المجتمع، مما يجعل الإمارات مركزًا جاذبًا للمواهب العالمية».
التحديات والمستقبل
رغم أهمية هذه الخطوة، إلا أنها تواجه تحديات مثل توفير التقنيات اللازمة وتدريب المعلمين. ومع ذلك، فإن الحكومة الإماراتية أعلنت عن خطط للتغلب على هذه التحديات من خلال شراكات مع شركات عالمية مثل "جوجل" و"مايكروسوفت". في الختام، يُمثل قرار سمو الشيخ محمد بن راشد خطوة نوعية نحو مستقبل مشرق، حيث ستكون الإمارات جاهزة لقيادة الثورة التقنية العالمية، وتعزيز دورها كمنارة للتقدم في الشرق الأوسط.
صحيفة الخليج – تغطية خاصة
تعليقات