رحيل الشيخ سعد البريك يثير الحزن في قلوب الملايين

رحل عن عالمنا اليوم السبت أحد أبرز الدعاة والخطباء في العالم الإسلامي، الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله البريك، في مدينة الرياض التي شهدت مسيرته الثرة. كان الشيخ البريك شخصية بارزة في المجال الديني، يُعرف بجهوده في نشر المعرفة الإسلامية والدعوة إلى القيم الأخلاقية، مما ترك أثراً عميقاً في قلوب الملايين من الناس.

وفاة الشيخ سعد بن عبدالله البريك

في لحظة حزينة، ودع العالم الإسلامي الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله البريك، الذي وافته المنية اليوم السبت في الرياض. سيرحل جثمانه إلى مثواه الأخير، حيث سيتم الصلاة عليه بعد صلاة الظهر غداً الأحد في جامع الراجحي. يُعد هذا الفقيد من أعلام الدعوة الإسلامية، إذ شارك في العديد من البرامج الدينية وألقى محاضرات وخطباً ألهبت القلوب نحو فهم أعمق للشريعة الإسلامية. ولد الشيخ في عام 1381 هـ الموافق لـ 1962 م، وكان مولده في يوم الاثنين 14 رمضان، مما جعل من حياته رحلة متصلة بالعبادة والتعليم. استطاع الشيخ أن يجمع بين العلم والدعوة، مما جعله قدوة للعديد من الشباب الذين يسعون للتوفيق بين حياة الدراسة والالتزام الديني.

رحيل الداعية البارز

مع رحيل الشيخ البريك، يفقد العالم الإسلامي أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في مجال الدعوة والفتوى، حيث كان يُعتبر مرادفاً للعلم النير والخطابة المؤثرة. حصل الشيخ على درجة الدكتوراه من المعهد العالي للقضاء في قسم الفقه المقارن، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وكانت رسالته الجامعية بعنوان “تنصيص اختيارات الإمام الخطابي الفقهية”، التي تعكس عمق إلمامه بالتراث الفقهي. قبل ذلك، نال البكالوريوس في كلية الشريعة، قسم الاقتصاد، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العام 1403 هـ. ساهمت هذه الدراسات في تشكيل فكره، مما مكنه من الجمع بين الفقه والاقتصاد في دعوته، خاصة في مناقشة قضايا المجتمع الحديثة مثل الاقتصاد الإسلامي والأخلاق في العمل. كان الشيخ يؤكد دائماً على أهمية التوازن بين العلم النظري والتطبيق العملي، حيث ألقى العديد من الدروس في المساجد والمؤسسات التعليمية، وشارك في برامج إعلامية تهدف إلى نشر الوعي الديني بين الأجيال الشابة.

تُشكل وفاة الشيخ حدثاً مؤلماً، إلا أن تراثه سيظل حياً من خلال كتبه ومحاضراته التي غطت مواضيع متنوعة مثل أحكام الصلاة، والزكاة، والصيام، بالإضافة إلى مناقشة قضايا معاصرة كالتعليم الإسلامي في عصر التكنولوجيا. كان الشيخ يدعو إلى الوسطية في الفهم الديني، محاولاً دائماً ربط بين التراث الإسلامي القديم والتحديات الحالية، مما جعله منارة للعديد من الدعاة الجدد. في جامع الراجحي، سيجتمع الآلاف للصلاة عليه، وهو المكان الذي يرمز إلى مركزية الدعوة في المملكة العربية السعودية. يتردد صدى تعاليمه في كل زاوية، حيث كان يؤمن بأن الدعوة ليست مجرد كلمات، بل هي سلوك يومي يعكس القرآن والسنة. من خلال سيرته، يتعلم الناس قيمة الاجتهاد والصبر، فهو الذي بدأ من مراحل التعليم الأساسي ووصل إلى قمة العلم الشرعي. سيظل الشيخ سعد بن عبدالله البريك مصدر إلهام للأجيال القادمة، محافظاً على مكانته كأحد أعمدة الدعوة في العصر الحديث. بهذا الرحيل، يذكرنا بأن الدنيا فانية، وأن الخلود يكمن في العمل الصالح الذي يستمر بعد الممات.