في أحداث مؤلمة شهدتها غزة، أسفرت عملية قصف جوي عن سقوط ضحايا بين المدنيين الأبرياء، مما يعكس استمرار التوترات المتصاعدة في المنطقة.
مجزرة جديدة في قطاع غزة
أسفرت ضربة جوية استهدفت منزلاً لعائلة في مخيم خان يونس عن مقتل 11 فلسطينياً، بينهم أربعة أطفال، ومنهم ثلاثة رضع. وفقاً لتقارير من الدفاع المدني، شمل الضحايا طفلاً يبلغ من العمر شهراً واحداً، وآخرين في مرحلة الرضاعة، إلى جانب أفراد آخرين من العائلة. عمليات الإنقاذ ما زالت جارية تحت ظروف ميدانية صعبة، حيث يواجه الفرق تحديات في انتشال الضحايا من تحت الركام. هذه الحادثة تأتي في سياق تصعيد مستمر، حيث تشهد المنطقة انتهاكات متكررة تؤدي إلى خسائر بشرية جسيمة.
في السياق العام، تجسد هذه الأحداث جزءاً من أزمة إنسانية شاملة في قطاع غزة، حيث أصدرت منظمات إنسانية تحذيرات من اقتراب الوضع من حافة الانهيار. يؤكد المجلس النرويجي للاجئين أن الحصار الجاري يمنع وصول المساعدات الأساسية، مما يجعل إنتاج الغذاء شبه مستحيل بسبب تدمير البنية الزراعية والقصف المستمر. وفقاً لمدير عمليات المساعدات غافين كيليهر، فإن المنظمات لم تعد تمتلك خياماً لإيواء النازحين، وأصبحت مخزونات الغذاء معدومة، مما يهدد آلاف الأشخاص بالموت إذا لم يتم رفعه.
الكارثة الإنسانية في غزة
تفاقمت الوضع الإنساني إلى مستويات كارثية، حيث حذرت شبكة المنظمات الفلسطينية غير الحكومية من إغلاق أكثر من 70 مطبخاً مجتمعياً خلال أسبوع إذا لم يسمح بدخول المساعدات. كما أشارت منظمة “أوكسفام” إلى أن الأمهات يقتصرن على إطعام أطفالهن وجبة واحدة يومياً، مع نقص حاد في المواد الأساسية مثل الطعام والوقود. هذا النقص أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل درامي، حيث تجاوزت تكلفة السلع الغذائية نسبة 1400% مقارنة بالفترات السابقة، كما حذرت الأمم المتحدة من أزمة جوع غير مسبوقة.
في الجانب الصحي، سجلت المنظمات الإغاثية حوالي 10 آلاف حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال، بما في ذلك 1600 طفل يعانون من حالات خطيرة. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن النظام الصحي على شفير الانهيار التام، مع نقص شديد في الأدوية والعلاجات، مما يهدد بكارثة إنسانية شاملة إذا لم يتم التدخل العاجل. هذه الظروف اليومية تخلق واقعاً من العذاب اليومي، حيث يعاني السكان من نقص الغذاء والرعاية الصحية، ويشكل ذلك تحدياً كبيراً للبقاء في ظل الوضع الراهن. يستمر الوضع في التفاقم، مما يدعو إلى توجه عالمي فوري لتخفيف المعاناة وإيقاف التدهور.
تعليقات