شهد الذهب العالمي انخفاضاً ملحوظاً خلال تداولات الأسبوع الماضي، مدفوعاً بتعافي الدولار الأمريكي وسط تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. هذا الانخفاض جاء بعد تقرير الوظائف الأمريكي القوي الذي تفوق على التوقعات، مما عزز من قوة الدولار وقلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن.
انخفاض أسعار الذهب
انخفض سعر أونصة الذهب بنسبة 2.4% خلال الأسبوع، مسجلاً أدنى مستوياته في أسبوعين عند 3201 دولار، قبل أن يغلق عند 3240 دولار للأونصة. كان الافتتاح عند 3326 دولار، مما يعكس الضغط الهبوطي الناتج عن تحسن الثقة في الأسواق المالية. هذا التراجع يمثل الأسبوع الثاني على التوالي للذهب، بعد أن سجل سابقاً مستويات قياسية تاريخية عند 3500 دولار. في سياق محلي، تأثرت أسعار الذهب في مصر أيضاً، حيث سجل عيار 24 نحو 5303 جنيهات، وعيار 21 حوالي 4640 جنيهات، وعيار 18 عند 3977 جنيهات، وعيار 14 عند 3093 جنيهات، في حين بلغ الجنيه الذهب 37120 جنيهات. هذه التغيرات تعكس تأثير الدولار العالمي على الأسواق المحلية، حيث يبقى الذهب مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالاتجاهات الاقتصادية العالمية.
تأثير الدولار على المعدن الأصفر
أدى تعافي الدولار إلى زيادة الإقبال على المخاطرة في الأسواق، مما قلل من الطلب على الذهب كأصل للملاذ الآمن. هذا التحول جاء بعد إشارات إيجابية من وزارة التجارة الصينية، التي أعلنت عن دراسة عرض من الولايات المتحدة لإجراء محادثات حول الرسوم الجمركية المفروضة بنسبة 25%، مع التأكيد على استعداد واشنطن للتفاوض. كما ساهم توقيع الرئيس دونالد ترامب لأوامر لتخفيف آثار الرسوم على السيارات في تقليص المخاوف المالية، مما دفع الأسواق نحو الاستقرار. بالتالي، يُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في الحد من ارتفاع أسعار الذهب، خاصة مع زيادة التوقعات بتوصل اتفاقات تجارية بين الولايات المتحدة والصين وشركاء تجاريين آخرين. على سبيل المثال، إذا تم الإعلان عن صفقات تجارية حقيقية، قد يبقى مستوى 3500 دولار للأونصة كسقف للتداولات في الفترة القادمة، مما يعني أن الذهب قد يواجه مزيداً من التراجع إذا استمرت الإيجابيات الاقتصادية.
وفي الختام، يظهر هذا الاتجاه كأول تصحيح سلبي حقيقي لأسعار الذهب منذ فترة طويلة من الصعود، حيث كان الذهب قد شهد ارتفاعات شبه مستمرة بسبب التوترات السابقة. مع ذلك، يبقى الذهب خياراً جذاباً للمستثمرين في أوقات عدم اليقين، لكنه الآن يعاني من الضغوط الناتجة عن تحسن الاقتصاد العالمي. هذا التغير يؤكد أهمية مراقبة التطورات التجارية، حيث قد تعيد التوترات المستقبلية دفع الأسعار للأعلى مرة أخرى. بشكل عام، يعتمد مستقبل أسعار الذهب على توازن بين قوة الدولار والمخاطر الجيوسياسية، مما يجعل الاستثمار فيه يتطلب تحليلاً دقيقاً.
تعليقات