تأجيل مفاوضات النووي بين الولايات المتحدة وإيران.. مسؤول يكشف الموعد الجديد

قال مسؤول إيراني رفيع المستوى إن الجولة الرابعة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، التي كانت مقررة في روما، قد تأجلت مؤقتًا. وأكد أن تحديد موعد جديد يعتمد بشكل كبير على النهج الذي تتبعه الإدارة الأمريكية تجاه القضايا المثارة.

تأجيل المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة

من جانبها، أعربت إيران عن قلقها من استمرار العقوبات الأمريكية، معتبرة أنها تعيق الجهود الدبلوماسية لتسوية النزاع النووي. وفقًا للمصادر، فإن هذه العقوبات تحول دون الوصول إلى اتفاق يرضي كلا الطرفين، حيث أدت إلى تأخير الجلسة المقررة في الأصل للثالث من مايو. سلطنة عمان، التي تولت دور الوسيط في الجلسات السابقة، نفت أي دوافع سياسية للتأجيل، مشيرة إلى أسباب لوجستية فقط. ومع ذلك، فإن الاتهامات الإيرانية للولايات المتحدة بالسلوك المتناقض تظل حاضرة، خاصة بعد التصريحات الأمريكية الاستفزازية بشأن دعم إيران للجماعات في اليمن، بالإضافة إلى فرض عقوبات جديدة مرتبطة بالنفط. هذه الخطوات الأمريكية، وفق الطرف الإيراني، تخل بالروح التعاونية المطلوبة في مثل هذه المفاوضات الحساسة.

تحديات التفاوض الدبلوماسي بين طهران وواشنطن

وفي هذا السياق، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران ملتزمة بالانخراط بجدية وحزم في أي مفاوضات مستقبلية تهدف إلى نتائج ملموسة. وأشار إلى أن الجمهورية الإسلامية مستعدة لمواصلة الحوار رغم التحديات، لكنها تتوقع تقديم تنازلات متوازنة من الجانب الأمريكي. من جانبه، عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ثقته الكبيرة في إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد، يمنع إيران من الوصول إلى تطوير قنبلة نووية. ومع ذلك، فإن عودة ترامب إلى سياسة “أقصى الضغوط” منذ فبراير الماضي تعيد إلى الأذهان انسحابه من الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015، الذي كان قد وقع بين إيران وست قوى عالمية. هذا الانسحاب أدى إلى إعادة فرض عقوبات اقتصادية شديدة على إيران، مما زاد من تعقيد الوضع الدبلوماسي. الآن، يبدو أن المحادثات الجارية تواجه صعوبات كبيرة، حيث يرى الجانب الإيراني أن مثل هذه السياسات تضعف فرص التقدم نحو حل سلمي.

في الختام، يظل الملف النووي بين إيران والولايات المتحدة في حالة من الجمود، مع استمرار تبادل الاتهامات والتصريحات. الجهود الدبلوماسية، رغم تأجيل الجولة الأخيرة، قد تفتح الباب لتفاهمات مستقبلية إذا تم التغلب على التحديات، لكن التقدم يبدو مرتبطًا بإعادة توازن النهج من كلا الطرفين. ومع تزايد الضغوط الدولية، يمكن أن تكون هذه المحادثات فرصة لإحياء الاتفاق الأصلي أو صياغة اتفاق جديد يعزز السلام الإقليمي.