قالت مصادر مطلعة إن مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز، إلى جانب نائبه أليكس وونغ، سيغادران منصبيهما بتعليمات من الرئيس دونالد ترامب، في خطوة تشير إلى تغييرات مبكرة في إدارته الثانية. وقد أُبلغ والتز بإنهاء عمله بشكل مفاجئ، مما يعكس خلافات داخل الجهاز السياسي الأميركي حول السياسات الأمنية.
إقالة مايكل والتز
في هذه التطورات، أُجبر والتز على الاستقالة بسبب صعوبات في تنفيذ أولويات الرئيس، حيث واجه انتقادات بسبب آرائه المتشددة تجاه قضايا مثل أوكرانيا وإيران. كما أن صراعاته مع مسؤولين آخرين في البيت الأبيض ساهمت في هذا القرار، إذ كان يُرى غير فعال في تنسيق الجهود بين الجهات المعنية بالسياسة الخارجية. هذا الحدث يمثل البداية لإعادة هيكلة في مجلس الأمن القومي، حيث يُعتبر والتز الأول من كبار المسؤولين الذين يفقدون مناصبهم في فترة ترامب الثانية. وفقاً للمصادر، فقدت والتز نفوذه جزئياً عقب فضيحة تتعلق بتسريب معلومات حساسة عبر تطبيق سيغنال، حين أضاف خطأً شخصاً غير مخول إلى محادثة جماعية كانت تناقش حملة عسكرية محتملة ضد جماعة أنصار الله في اليمن. هذه الحادثة أثارت استياء ترامب، الذي أكد في اجتماع وزاري لاحق أنه يفضل مناقشة مثل هذه القضايا في منصات أكثر أماناً، رغم أنه أبدى في البداية ثقة بمستشاره.
علاوة على ذلك، لم يقتصر الانتقاد من والتز على هذه الفضيحة، إذ اتهم بعدة عيوب في أدائه، مثل فشله في ضمان تنسيق فعال بين الجهات الحكومية المتنوعة. مصادر مقربة من مجلس الوزراء أشارت إلى أن ترامب، المعروف بانحيازه لتجنب الحروب، يرى والتز متعصباً جداً في مواقفه، مما أدى إلى “عدم عمل المنظومة بشكل صحيح” تحت قيادته. هذه التحديات تجعل من إقالته دليلاً على رغبة الإدارة في إعادة ترتيب أولوياتها الأمنية، خاصة في ظل التوترات الدولية الحالية.
تغييرات في مجلس الأمن القومي
مع مغادرة والتز، يبرز سؤال حول خلفه المحتمل، حيث تشير التسريبات إلى أسماء مثل المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، الذي لعب دوراً بارزاً في الجهود الدبلوماسية مع روسيا وأوكرانيا والشرق الأوسط. هذه الخيارات تعكس رغبة ترامب في تعزيز التنسيق الدبلوماسي، مع التركيز على حلول عملية تجنب التصعيد. في السياق العام، تشكل هذه الإقالة علامة على تحول أوسع في السياسة الأميركية، حيث يسعى الرئيس إلى فريق أكثر انسجاماً يدعم رؤيته للأمن القومي، خاصة في مواجهة التحديات مع دول مثل إيران والصين. من المتوقع أن يعلن ترامب قريباً عن هذه التغييرات، مما قد يؤثر على التوازنات الدولية. بالإضافة إلى ذلك، يُذكر أن والتز، البالغ من العمر 51 عاماً وكان عضواً سابقاً في مجلس النواب عن فلوريدا، كان يُنظر إليه كشخصية بارزة في الجناح الجمهوري، لكنه فشل في التوافق مع توقعات الإدارة. هذا التحول يعيد إلى الأذهان النزاعات الداخلية السابقة في البيت الأبيض، حيث غالباً ما يؤدي عدم الانسجام إلى إعادة هيكلة سريعة للحفاظ على الفعالية. بشكل عام، يمكن أن يؤدي هذا القرار إلى تأثيرات واسعة على الحلفاء والمنافسين الدوليين، مما يجعل من هذه الفترة نقطة تحول في السياسات الأميركية.
تعليقات