14 قتيلاً في غزة.. والحصار يهدد بانفجار مجاعة كارثية

في الوقت الذي أكدت فيه مصادر طبية مقتل 14 مدنيًا في قطاع غزة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي دخول القطاع إلى مرحلة متقدمة من المجاعة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر. يعاني الآلاف من نقص الموارد الأساسية، حيث تم إغلاق المعابر منذ الثاني من مارس الماضي، مما حال دون وصول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية. هذا الوضع يفاقم المأساة الإنسانية، حيث يؤدي إلى انتشار الجوع والمرض بين السكان.

المجاعة في قطاع غزة: تحديات إنسانية متعمقة

في هذا السياق، أكد مدير عام المكتب الإعلامي إسماعيل الثوابتة أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض حصارًا خانقًا، مضيفًا أن هذا الإجراء أدخل القطاع فعليًا في حالة من الجوع الممنهج، وهي واحدة من أكثر الصور بشاعة في التاريخ الحديث. وفقًا لتقارير صحيفة واشنطن بوست، استنادًا إلى مصادر أممية وإسرائيلية، أعلنت إسرائيل أن 70% من مساحة قطاع غزة تم تصنيفها كمناطق عسكرية أو تحت الإخلاء، مما أدى إلى نزوح أكثر من 420 ألف شخص. كما دعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إلى السماح فورًا بإدخال المساعدات، مؤكدًا أن حياة المدنيين لا يجب أن تكون أداة للمفاوضات السياسية. وفي الوقت نفسه، أشارت مصادر طبية إلى مقتل 14 شخصًا آخرين وإصابات متعددة منذ بداية اليوم.

آثار الجوع والنزوح في غزة

يستمر العدوان الإسرائيلي في تفاقم الأزمة، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 18 شخصًا لقوا حتفهم و77 آخرين أصيبوا خلال الـ24 ساعة الماضية. منذ 7 أكتوبر 2023، تجاوزت الإحصائيات الرسمية 52,418 قتيلًا فلسطينيًا و118 ألف إصابة، مع تعزيز الحصار الذي يمنع تدفق المساعدات الطارئة. من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هزيمة حركة حماس تُعد أولوية أعلى من إطلاق سراح الأسرى البالغ عددهم 59، فيما هدد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير بتعزيز شدة العمليات العسكرية إذا لزم الأمر. هذه التصريحات تأتي في وقت يشهد فيه السكان معاناة يومية من نقص الغذاء والخدمات الأساسية، مما يعرض حياة الملايين للخطر. وفقًا للمصادر المتاحة، فإن الطرق المقترحة من إسرائيل لإدخال المساعدات غير كافية، حيث تواجه عائقًا كبيرًا في التنفيذ، مما يفاقم من حالة الجوع المنظم.

يكشف هذا الوضع عن صورة مأساوية للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعاني الأطفال والنساء والكبار من نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية. الاستمرار في إغلاق المعابر يعني تفاقم المجاعة، مع تزايد مخاطر الانهيار الصحي والاجتماعي. من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى العمل على حلول فورية لإنهاء هذا الحصار، وتعزيز الجهود الدولية لتقديم الدعم اللازم، للحفاظ على حياة المدنيين وضمان وصول المساعدات دون تأخير. هذه الأزمة ليست مجرد أرقام إحصائية، بل هي واقع يومي يعكس الصراعات العميقة ويطالب بإجراءات فاعلة من المجتمع الدولي.