سوق الأسهم السعودية يتراجع 1.1% مع انخفاض قيمة التداول إلى 5.09 مليار ريال

شهدت سوق الأسهم السعودية تراجعاً ملحوظاً خلال جلسة التداول اليوم الخميس، حيث أعاد مؤشر تاسي تسجيل خسائره بعد أيام من التقلبات في الأداء. هذا الانخفاض جاء نتيجة تأثيرات سلبية في معظم القطاعات الرئيسية، مثل البنوك والطاقة، مع انخفاض واضح في قيم وكميات التداول مقارنة بالجلسة السابقة. يعكس ذلك حالة من الحذر بين المستثمرين، مدفوعة بعوامل محلية وعالمية تتعلق بتوقعات الأداء المالي.

سوق الأسهم السعودية: أداء المؤشر العام

أغلق مؤشر تاسي اليوم على انخفاض بلغ 1.1%، مسجلاً خسارة قدرها 127.91 نقطة ليستقر عند مستوى 11,543.67 نقطة. هذا التراجع يبرز الضغوط المتزايدة على السوق، التي شهدت حركة بيع واسعة شملت معظم القطاعات الكبرى. يرتبط هذا الاتجاه، وفق آراء المحللين، بزيادة حالة الغموض في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى تحديات محلية تتعلق بتوقعات الأداء المالي لشركات محددة. على سبيل المثال، تأثرت الأسهم بشكل عام ببيع جماعي، مما يعكس انعكاسات اقتصادية محلية ودولية، مثل تقلبات الطلب العالمي والتغييرات في سياسات الاستثمار.

في السياق نفسه، برزت بعض العوامل المحلية كمساهمة رئيسية في هذا الهبوط، حيث أصبح المستثمرون أكثر حذراً تجاه الشركات ذات الأداء المتقلب. هذا الوضع يذكر بأهمية مراقبة المؤشرات الاقتصادية الأخرى، مثل أسعار الطاقة العالمية، التي غالباً ما تؤثر على السوق المحلي. بالرغم من ذلك، يظل هذا التراجع جزءاً من ديناميكيات السوق الطبيعية، حيث يعيد التوزيع اقتصادياً بين الفرص الاستثمارية.

البورصة التجارية: حركة التداول والقطاعات

شهدت حركة التداول في البورصة السعودية انخفاضاً واضحاً، إذ بلغت قيم التداول 5.09 مليار ريال فقط، مقارنة بـ6.95 مليار ريال في الجلسة السابقة. كما انخفضت كميات الأسهم المتداولة إلى 242.92 مليون سهم، مقابل 298.35 مليون سهم سابقاً، مما يشير إلى تقلص في السيولة وارتفاع الحذر بين المستثمرين. فيما يتعلق بالقطاعات، ساد اللون الأحمر معظم المناطق، حيث تراجع قطاع البنوك بنسبة 1.51%، متبوعاً بقطاع المواد الأساسية بنسبة 0.88%. كذلك، سجل قطاع الاتصالات انخفاضاً بنسبة 0.81%، وقطاع الطاقة بنسبة 0.59%.

من جهة أخرى، نجح بعض القطاعات في تحقيق مكاسب محدودة، مثل قطاع التأمين الذي ارتفع بنسبة 1.39%، مدعوماً بأداء قوي لبعض الشركات. كما سجل قطاع الخدمات التجارية والمهنية ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.21%. على مستوى الأسهم الفردية، تأثرت 193 شركة بالهبوط، بينما أحرزت 52 شركة مكاسب. على سبيل المثال، تراجع سهم أسمنت السعودية بنسبة 5.75% بسبب المنافسة الشديدة، في حين صعد سهم طباعة وتغليف بنسبة 6.18% مع توقعات إيجابية. كما كان سهم الراجحي الأكثر تداولاً بقيمة 377.34 مليون ريال، رغم التراجع العام، بينما تصدر سهم الصناعات الكهربائية في الكميات بـ28.62 مليون سهم.

أما السوق الموازي “نمو”، فقد انخفض مؤشره بنسبة 0.52%، مسجلاً خسارة 147.4 نقطة ليصل إلى 28,129.77 نقطة، مما يعكس التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة. في الختام، يبقى هذا التراجع جزءاً من الدورة الاقتصادية، حيث يدفع المستثمرين لإعادة تقييم استراتيجياتهم في ظل التغييرات الاقتصادية المستمرة. سوق الأسهم السعودية يظل محط اهتمام كبير، خاصة مع التطورات المستقبلية في الاقتصاد المحلي.