نيابةً عن وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قام نائب الوزير الأمير عبدالرحمن بن محمد بن عياف برعاية حفل تخريج الدفعة الـ83 من طلبة كلية الملك عبدالعزيز الحربية، الذي أقيم في مقر الكلية بمنطقة العيينة. كان الحفل يعكس التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز التدريب العسكري والأكاديمي للجيل الشاب، حيث شهد حضورًا رسميًا وأنشطة تكريمية للخريجين الذين أنهوا برامجهم التأهيلية الشاملة.
حفل تخريج الدفعة 83 من كلية الملك عبدالعزيز
استقبل نائب وزير الدفاع عند وصوله إلى مقر الكلية في العيينة، بمشاركة نائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن فهد بن عبدالله الغفيلي، ورئيس أركان القوات البرية الفريق الركن فهد بن سعود الجهني، وقائد الكلية اللواء الركن فهد بن سعد زيد القحيز. بدأ الحفل فورًا بتشبيب السلام الملكي، تلته تلاوة آيات بيانية من القرآن الكريم، مما أضفى طابعًا روحانيًا على المناسبة. ألقى قائد الكلية كلمة ترحيبية، عبّر فيها عن امتنانه لرعاية نائب الوزير، مشيدًا بالجهود التي بذلها الطلبة خلال فترة تدريبهم الشاقة. الخريجون قد اجتازوا مراحل تأهيلية متكاملة شملت دورات متقدمة في الصاعقة، والمظلات، والمهارات الأساسية للقتال في المناطق الجبلية، مما يؤهلهم للقيام بمهام دفاعية فعالة.
أشار قائد الكلية في كلمته إلى تنوع الدفعة، حيث ضمت خريجين من دول شقيقة وصديقة، بما في ذلك المملكة الأردنية الهاشمية، ومملكة البحرين، وجمهورية جيبوتي، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، والجمهورية اليمنية. هذا التنوع يعكس الروابط الإقليمية القوية والتعاون العسكري الذي ترعاه المملكة العربية السعودية. تلت ذلك كلمة من الخريجين، ألقاها الخريج معاذ بن جارالله آل فرحان، الذي عبر عن فخره بتشريف نائب الوزير للحفل، مؤكدًا اعتزازهم بتأهيلهم العلمي والعسكري الذي سيمنحهم القدرة على الدفاع عن الدين، والملك، والوطن جنبًا إلى جنب مع زملائهم في القوات المسلحة.
أعقبت ذلك سلسلة من الفعاليات، بما في ذلك عرض عسكري مهيب، حيث تم تسليم راية الكلية وأداء الخريجين قسمهم الرسمي بالولاء للوطن. ثم أعلنت النتائج الدراسية، وتم تكريم الطلبة المتفوقين على يد نائب الوزير، الذين رفعوا بعضهم بعضًا درجاتهم العسكرية في حفل تقليدي. كان ذلك لحظة مؤثرة، حيث انعكست جهود السنوات السابقة في تطوير مهاراتهم القتالية والقيادية. عقب ذلك، التقط الخريجون صورة تذكارية مع نائب الوزير، ليختتم الحفل بتشبيب السلام الملكي مرة أخرى، معلنًا نهاية الاحتفال بنجاح هذه الدفعة.
تخريج الطلبة العسكريين في السياق الإقليمي
في هذا الجانب، يبرز دور كلية الملك عبدالعزيز الحربية كمنصة رئيسية لتخريج كوادر عسكرية مؤهلة، لا تقتصر على المملكة فحسب، بل تشمل دول المنطقة. الحفل لم يكن مجرد حدث تقليدي، بل تجسيدًا للرؤية الاستراتيجية لتعزيز القدرات الدفاعية المشتركة. حضر المناسبة قيادات بارزة مثل قائد القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الفريق الركن عيد بن عواض الشلوي، وقائد قوة الصواريخ الإستراتيجية الفريق الركن جارالله بن محمد العلويط، إلى جانب المستشار بمكتب وزير الدفاع الفريق الركن فهد بن عبدالله المطير، والمستشار بوزارة الدفاع الدكتور سمير بن عبدالعزيز الطبيب. كما شارك أولياء أمور الطلبة الخريجين، مما أضاف لمسة عائلية إلى الجو الرسمي.
يعكس هذا الحفل التزام المملكة ببناء جيل من الضباط القادرين على مواجهة التحديات المستقبلية، من خلال برامج تدريبية متقدمة تجمع بين الخبرة العملية والمعرفة الأكاديمية. الدفعة الـ83، بمشاركة أفرادها من دول متعددة، تُمثل خطوة نحو تعزيز الأمن الإقليمي المشترك، حيث يتخرج هؤلاء الشباب ليكونوا جزءًا من جهود حماية المنطقة. في الختام، يؤكد هذا الحدث على أهمية الاستثمار في التعليم العسكري كأساس للاستقرار الوطني والإقليمي، مع التركيز على قيم الولاء والمهنية التي غرست في نفوس الخريجين خلال سنوات دراستهم. إن مثل هذه الفعاليات لا تقف عند حدود التخريج، بل تمهد الطريق لمستقبل أكثر أمانًا وتعاونًا بين الدول الشقيقة.
تعليقات