يقام مساء اليوم الخميس عزاء لوالدة أسامة عرابي وأمين عرابي، النجمين السابقين لنادي الأهلي، في مسجد عمر مكرم عقب صلاة المغرب. توفيت والدتهما يوم الثلاثاء الماضي، وأقيمت صلاة الجنازة يوم الأربعاء التالي عقب صلاة الظهر في مسجد حسين صدقي بالمعادي. هذه المناسبة تعكس التقدير العميق لأسامة عرابي، الذي يُذكر دائمًا بمسيرته الرياضية البارزة مع الأهلي ومنتخب مصر، حيث ترك إرثًا يجمع بين الإنجازات والتفاني.
عزاء والدة أسامة عرابي في مسجد عمر مكرم اليوم
أسامة عرابي، المولود في 25 يناير 1962، بدأ رحلته مع كرة القدم في سن مبكرة. انضم إلى نادي الأهلي عام 1975 بعمر الـ13 عامًا، لكنه لم ينجح في الاختبارات الأولى، مما دفع به إلى المحاولة مرة أخرى عام 1978. انتقل بعد ذلك إلى المقاولون العرب عام 1981، حيث تدرب مع الفريق الأول لأسبوعين دون أن يقتنعوا به. مع ذلك، عاد عرابي إلى الأهلي بمساعدة مشجع أهلاوي يدعى عبد المنعم محمد علي، الذي قدمه إلى أحمد ماهر، مدرب فريق الـ21 سنة في ذلك الوقت. هذا الالتحاق كان نقطة تحول، حيث تمت صعوده إلى الفريق الأول عام 1982 تحت إشراف محمود الجوهري وعبد العزيز عبد الشافي.
بدأ عرابي مشاركاته الرسمية في موسم 1982/1983، حيث لعب آخر 20 دقيقة في مباراة أمام الأولمبي، والتي فاز فيها الأهلي بستة أهداف مقابل صفر. ومع ذلك، كانت الانطلاقة الحقيقية لمسيرته في موسم 1983/1984، حيث استمر لمدة 16 موسمًا حتى 1998/1999. خلال هذه الفترة، حقق مع الأهلي 28 بطولة، وهو رقم قياسي لم يتجاوزه أي لاعب آخر في النادي، بما في ذلك 10 ألقاب لدوري مصر وثماني كؤوس لمصر. على المستوى القاري، فاز بكأس أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1987، وكأس أبطال الكؤوس أربع مرات (1984، 1985، 1986، و1993)، بالإضافة إلى كأس الأفرو-آسيوية عام 1989. كما حقق أربع كؤوس عربية، بما في ذلك كأس أبطال الكؤوس عام 1995، وأبطال الدوري عام 1996، وكأس النخبة العربية مرتين عامي 1997 و1998.
شارك عرابي أيضًا في نهائيات كأس العالم في إيطاليا عام 1990، حيث لعب المباراة الكاملة أمام أيرلندا التي انتهت بالتعادل السلبي في مدينة باليرمو، تحت إدارة الحكم البلجيكي فان لانجينهوف. على مدار مسيرته، كان عرابي نموذجًا للانضباط، حيث لم يتلق سوى كروت أحمر واحدة في مباراة أمام الزمالك، وسجل 12 هدفًا فقط، مما يعكس دوره كلاعب دفاعي ميسور. بعد اعتزاله، عمل كمدرب مساعد للفريق الأول في الأهلي خلال موسم 2001/2002 إلى جانب مانويل جوزيه ومختار مختار وحسام البدري، مساهمًا في فوز النادي بكأس رابطة الأبطال وكأس السوبر الإفريقي. تابعت مسيرته المهنية كمدير فني للإنتاج الحربي، ومدرب عام للمنتخب الأولمبي مع حسام البدري، ثم تدريب أندية أخرى في الدوري. يظل عرابي رمزًا للإصرار والروح الرياضية في مصر.
سيرة نجم الأهلي السابق
تعكس سيرة أسامة عرابي قصة نجاح لافتة، حيث تحولت المحاولات المتكررة إلى إنجازات تاريخية. لعب دورًا حاسمًا في رفع مكانة الأهلي دوليًا، وساهم في بناء جيل من اللاعبين الشباب. هذه الإرث تجعله شخصية محترمة، خاصة في ظل الظروف الشخصية مثل عزاء والدته، الذي يجمع أنصار الرياضة حول دعم عائلته. مسيرته لم تكن مجرد أرقام وألقاب، بل تمثل الإخلاص والصبر، مما يلهم الأجيال الجديدة في عالم كرة القدم المصرية.
تعليقات