هدف جديد: توفير 900 ألف فرصة عمل بحلول 2026

توفير فرص عمل في مصر من خلال الخطط الاستراتيجية لعام 2026 يمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز الاقتصاد وتقليل معدلات البطالة، حيث تهدف الجهود الحكومية إلى بناء نظام اقتصادي يدعم النمو المستدام ويحقق الاستقلالية للقوى العاملة.

التخطيط لتوفير 900 ألف فرصة عمل

تسعى خطة العام المالي 2025-2026 إلى توفير حوالي 900 ألف فرصة عمل، مما يساهم في خفض معدلات البطالة إلى نحو 6.5% من إجمالي القوى العاملة. هذا الهدف يعتمد على استراتيجيات متعددة، بما في ذلك تشجيع التوسع في المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، التي تشكل عماد الاقتصاد المحلي. بالإضافة إلى ذلك، يتم دعم الروابط التشابكية مع المشروعات الكبيرة لتعزيز التكامل الاقتصادي، مما يعزز فرص التوظيف المنتظم. كما يركز البرنامج على مواصلة مكافحة التضخم، الذي بدأ يشهد اتجاهاً نزولياً في الفترات الأخيرة، حيث يساعد ذلك في خفض أسعار الفائدة، وبالتالي تشجيع الاستثمارات الجديدة وزيادة الإنفاق. هذا النهج يسهم أيضاً في تقليل تكاليف المعيشة من خلال الدعم الاجتماعي الموجود في الموازنة العامة للدولة، مما يحسن من جودة حياة المواطنين ويفتح الباب أمام المزيد من الفرص الاقتصادية.

بالنسبة للآليات الداعمة، يعتمد التخطيط على توجيه الموارد نحو الاقتصاد الإنتاجي الحقيقي، مع استمرار الجهود الحكومية في ضبط الأسواق وتوسيع منافذ توزيع السلع بأسعار مخفضة. هذه الخطوات تضمن استقراراً اقتصادياً يدعم النمو، حيث يتم استثمار الموارد بشكل فعال لتحقيق التوازن بين الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية.

خطط تنمية الاقتصاد وتقليل البطالة

تأتي مستهدفات خطة العام الجديد مدعومة بأولوية مطلقة لتنمية الموارد البشرية، وفقاً للهدف الاستراتيجي لبناء الإنسان المصري. هذا يتجلى في تخصيص موارد استثمارية كبيرة لقطاعات التنمية البشرية، مثل التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية الأخرى، حيث بلغت الإنفاق نحو 700 مليار جنيه في خطة 2025-2026، مقارنة بـ447 مليار جنيه في الخطة السابقة لعام 2024-2025، مما يمثل زيادة تزيد عن 56%. هذه الزيادة تعكس التزاماً حقيقياً بتحسين الرأس المال البشري، الذي يُعد أساساً للنمو الاقتصادي المستدام.

علاوة على ذلك، تركز الخطة على تحسين بيئة الاستثمار لتشجيع القطاع الخاص، من خلال تقديم حوافز وتسهيلات تسهل ممارسة الأعمال وتقلل من تكلفة المعاملات. على سبيل المثال، أصدرت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة استراتيجية للفترة 2023-2026، تشمل 29 حافزاً مختلفاً تهدف إلى تنشيط الاستثمار الخاص وزيادة فعاليته في دفع عجلة النمو الاقتصادي. هذه الإجراءات تجعل مصر وجهة جذابة للمستثمرين، مما يعزز من قدرتها على خلق فرص عمل إضافية وتحقيق التنمية الشاملة.

في الختام، تُمثل هذه الخطط نهجاً متكاملاً يجمع بين الدعم الاقتصادي والاجتماعي، مع التركيز على بناء قاعدة اقتصادية قوية. من خلال استمرار هذه الجهود، يمكن لمصر أن تحقق تقدماً ملحوظاً في خفض البطالة وتعزيز الاستدامة، مما يضمن مستقبلاً أفضل لأجيالها القادمة. هذا الإطار ليس مجرد خطة، بل رؤية شاملة لتحويل التحديات إلى فرص نمو حقيقي.