كشفت هيئة الأرصاد الجوية الأسباب وراء عدم وصول العاصفة الترابية إلى العاصمة المصرية، حيث أوضحت أن التأثيرات الجوية تتفاوت بناءً على عوامل مثل اتجاه الرياح وتدفق الكتل الهوائية. في السياق ذاته، أكدت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد، أن القاهرة لم تشهد تأثيرات شديدة بسبب موقعها الجغرافي، مما جعل العاصفة تبتعد عن نطاقها الرئيسي.
لماذا لم تصل العاصفة الترابية إلى القاهرة؟
في الأيام الماضية، شهدت بعض مناطق مصر تأثيرات مباشرة من العاصفة الترابية، بينما بقيت العاصمة القاهرة محروسة من التأثيرات الرئيسية. وفقًا لتصريحات الدكتورة منار غانم، فإن القاهرة لم تكن ضمن المحافظات المباشرة التي تأثرت بالعاصفة، حيث كان التأثير هناك ضعيفًا نسبيًا، مقارنة بمحافظات الجنوب مثل المنيا، أسيوط، سوهاج، وقنا. هذه المحافظات تعرضت لرياح قوية حملت الأتربة والغبار، مما أدى إلى انخفاض الرؤية وضعف النشاط اليومي. أما بالنسبة للغرب، فلم يشأ الرياح أن تؤثر عليه بقوة، وذلك بسبب سيطرة الكتل الهوائية الشمالية الباردة، التي منعت تدفق العاصفة نحو تلك المناطق. هذا الاختلاف في التأثيرات يعود إلى الديناميكيات الجوية، حيث تتحكم الرياح السائدة في مسار العواصف، مما يجعل بعض المناطق أكثر عرضة من غيرها. لذا، فإن السبب الرئيسي هو تحديد مسار العاصفة نحو الجنوب، بعيدًا عن القاهرة التي استمرت في استقرارها النسبي خلال تلك الفترة.
أسباب عدم تأثير العواصف الرملية على المناطق الأخرى
عند الحديث عن العواصف الرملية، مثل تلك التي شهدتها البلاد مؤخرًا، فإن هناك عوامل إضافية تسهم في تفادي بعض المناطق للتأثيرات. على سبيل المثال، أشارت الدكتورة غانم إلى أن فترة رياح “الخماسين”، التي غالبًا ما ترتبط بالأتربة والحرارة العالية، ليس من الضروري أن تكون مستمرة يوميًا. في الواقع، تشير التقارير إلى أن البلاد ستشهد استقرارًا في الطقس بدءًا من اليوم الحالي وحتى الاثنين المقبل، مما يعني خفوت التأثيرات السابقة وإمكانية عودة الظروف إلى طبيعتها. ومع ذلك، من المتوقع أن تعود الموجات الحارة مع بداية منتصف الأسبوع المقبل، حيث قد تشهد المناطق المختلفة ارتفاعات في درجات الحرارة، مع احتمال عودة بعض الرياح الخفيفة. هذا التقلب الجوي يعكس كيفية تأثير عوامل مثل الضغط الجوي والكتل الهوائية، التي قد تمنع العواصف الرملية من الانتشار بشكل شامل. بالإضافة إلى ذلك، يلعب موقع مصر الجغرافي دورًا حاسمًا، حيث تكون المناطق الجنوبية والصحراوية أكثر عرضة للأتربة بسبب طبيعتها الجافة والمفتوحة، في حين تحمي المناطق الشمالية أو الوسطى، مثل القاهرة، بوجود عوامل طبيعية أخرى مثل الرياح المضادة.
في الختام، يبقى من المهم مراقبة التغيرات الجوية لتجنب المخاطر، حيث أن هذه العواصف الرملية جزء من المناخ في مصر. مع زيادة الوعي بأنماط الطقس، يمكن للسكان في مختلف المناطق أن يتخذوا الإجراءات الوقائية، مثل ارتداء الكمامات أو تقليل التعرض للخارج أثناء العواصف. هذا التوازن بين الاستقرار والتقلبات يعكس تعقيد الظروف الجوية، ويبرز أهمية التنبؤات الدقيقة لضمان سلامة الجميع.
تعليقات