يتحول ChatGPT إلى مساعد تسوق مجاني.. هل يجب على جوجل أن تقلق؟

أصبح “شات جي بي تي” أكثر من مجرد محادثة ذكية، حيث تحول إلى أداة تسوق مجانية تقدم اقتراحات ذكية للمنتجات بناءً على تفضيلات المستخدمين. هذا التطور الجديد من “أوبن إيه آي” يفتح الباب لتجربة تسوق متكاملة، مما يثير تساؤلات حول تأثيره على سوق البحث الإلكتروني الذي يسيطر عليه جوجل.

شات جي بي تي كمساعد تسوق مجاني: هل يشكل تهديداً حقيقياً لجوجل؟

مع إطلاق هذه الميزة الجديدة، يمكن لملايين المستخدمين الآن الاستفادة من اقتراحات تسوق مخصصة عبر منصة “شات جي بي تي”، سواء عبر الموقع الإلكتروني أو التطبيق المحمول. هذه الخاصية، التي بدأت كتجربة محدودة، تسمح للمستخدمين بإدخال طلبات نصية بسيطة للحصول على نصائح حول المنتجات، مثل مقارنة الأسعار أو اقتراح خيارات تتناسب مع احتياجاتهم الشخصية. على سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن هاتف ذكي بمواصفات معينة، يمكن للمساعد اقتراح نماذج متعددة مع تفاصيل عن الأسعار، التقييمات من المستخدمين، وروابط مباشرة للشراء من منصات مختلفة.

يشكل هذا التحول نقلة نوعية في عالم التسوق عبر الإنترنت، حيث يعتمد “شات جي بي تي” على نماذج ذكاء اصطناعي مخصصة لتحليل الطلبات بدقة أكبر من الطرق التقليدية. لتجربة هذه الخاصية، يمكن للمستخدمين زيارة الموقع، تسجيل الدخول إن لزم الأمر، ثم اختيار نموذج GPT المتخصص في التسوق. بعد ذلك، يكتبون استفساراتهم، مثل “اقترح لي كاميرا رقمية بميزانية 500 دولار”، ليحصلوا على ردود فورية تتضمن صور المنتجات، التفاصيل الفنية، والروابط. ومع أن الخدمة متاحة لمستخدمي النسخة المجانية، إلا أنها مقيدة بعدد محدود من الاستفسارات (حوالي 10 خلال 6 ساعات)، بينما يحصل مشتركو النسخة المدفوعة على نتائج أكثر دقة وكمية.

الذكاء الاصطناعي كحليف جديد للتسوق الإلكتروني

في هذا السياق، يبرز الذكاء الاصطناعي كمرادف لتطوير تجارب التسوق، حيث يقدم “شات جي بي تي” نتائج غير إعلانية، مختارة بشكل مستقل لضمان الموضوعية. الردود تأتي بأسلوب ودود ومفصل، قد يكون “ثرثاراً” أحياناً، لكنها دقيقة في نقل معلومات حول المنتجات، مثل قوائم الهواتف الذكية مع روابط من مواقع مثل أمازون أو المواقع الرسمية. ومع ذلك، لوحظ أن بعض الروابط قد تواجه مشكلات في التفاعل، خاصة من المنصات غير الرسمية، لكن “أوبن إيه آي” تعهدت بتحسين التجربة تدريجياً.

بالمقارنة مع جوجل شوبينج، التي تظل خياراً موثوقاً للبحث عن المنتجات عبر مقارنة الأسعار والخيارات، يبدو أن “شات جي بي تي” يقدم ميزة إضافية من خلال الذكاء الاصطناعي، مما يجعل تجربة المستخدم أكثر تفاعلية وشخصية. على الرغم من أن جوجل شوبينج غير متوفرة خارج الولايات المتحدة بعد، إلا أن دمج الذكاء الاصطناعي فيها يبدو محدوداً مقارنة بما يفعله المنافس. هذا التقدم قد يجذب مستخدمين جدداً إلى “شات جي بي تي”، محولاً الطريقة التقليدية للتسوق إلى نقاشات ذكية ومباشرة.

مع انتشار هذه الميزة، يصبح من الضروري لجوجل إعادة النظر في استراتيجياتها، خاصة أن “شات جي بي تي” يوفر تجربة أكثر حيوية وتخصيصاً. هذا التغيير ليس مجرد تحدي فني، بل يمثل تحولاً في صناعة التسوق الإلكتروني، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير ديناميكيات السوق ويجعل البحث عن المنتجات أكثر سهولة ومتعة. في الختام، يبدو أن “شات جي بي تي” ليس فقط مساعداً ذكياً، بل شريكاً في رحلة التسوق، مما يدفع المنافسين مثل جوجل إلى التكيف مع هذا العصر الجديد.