الإفتاء ينظم برنامجًا لتعزيز الوسطية ومكافحة الأفكار الضالة في الشرقية

نظمت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، اليوم، المرحلة الثانية من برنامج التوعية الفكرية المخصص لمنسوبي الرئاسة في المنطقة الشرقية، تحت شعار “الوسطية والاعتدال وبيان خطر أهل الفكر الضال”. هذا البرنامج جاء بالتعاون مع أوقاف الشيخ إبراهيم بن سعد الموسى، بهدف تعزيز مبادئ الاعتدال في المجتمع والتعامل مع التحديات الفكرية المعاصرة. أكد مدير عام فرع المنطقة الشرقية المكلف، عبدالعزيز المهيني، على دور هذا البرنامج في تعزيز سلوكيات الوسطية في الحياة اليومية، مع التأكيد على أهمية الفتوى كأداة رئيسية لتوعية المجتمع بحماية القيم الإسلامية والابتعاد عن الأفكار المتطرفة. كما أبرز دعم سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه لهذه الجهود، مما يعكس التزام القيادة بدعم البرامج العلمية التي تعزز الاستقرار الاجتماعي.

الوسطية والاعتدال في المجتمع

يُعد هذا البرنامج خطوة حاسمة في تحقيق أهداف الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، حيث يركز على بناء مناعة فكرية لدى المشاركين من خلال مناقشة أهمية الوسطية في السلوك اليومي والمعاملات الاجتماعية. ثمّن سماحة مفتي عام المملكة، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، ومعالي نائبه، الشيخ فهد بن عبدالعزيز العواد، هذا البرنامج العلمي الذي يعنى بالأمن الفكري، مما يعكس دعمهما المستمر لمبادرات تعزز القيم الإسلامية. أكد فضيلة المستشار والمشرف على البرنامج، الدكتور عبدالمجيد محمد العساكر، أن الرئاسة تعمل من خلال فروعها في جميع مناطق المملكة لترسيخ قيم الانتماء والحفاظ على الأمن الفكري. وأشار إلى أن تحقيق الوسطية والاعتدال يتطلب وسائل وقائية فعالة، مثل تعظيم دور الفتوى في فضح الأفكار المنحرفة، بالإضافة إلى إبراز دور المملكة العربية السعودية كمنصة رئيسية لنشر قيم الإسلام الحقيقي والاعتدال في العالم. هذا البرنامج ليس مجرد أنشطة تدريبية، بل هو استثمار استراتيجي في بناء جيل يتسم بالحكمة والتوازن، محافظاً على التراث الإسلامي في مواجهة التيارات الضالة التي تهدد الانسجام الاجتماعي.

تعزيز الحماية الفكرية

من جانبه، تحدث مفوض الإفتاء بمكة المكرمة، الدكتور محمد بازمول، عن الجوانب العملية للبرنامج، مشدداً على أهمية الوعي بمخاطر أهل الفكر الضال والمناهج المنحرفة التي قد تؤثر سلباً على المجتمع. أوضح أن الاعتدال ليس مجرد شعار، بل هو نهج يعتمد على فهم صحيح للقرآن والسنة، مما يساعد في الوقاية من الجماعات المتطرفة. وأبرز الدكتور بازمول كيف أن الرئاسة تلعب دوراً محورياً في توجيه الرأي العام نحو الوسطية من خلال برامجها التعليمية، التي تشمل مناقشة الأمثلة التاريخية والمعاصرة للأفكار الضالة وكيفية مواجهتها. هذا البرنامج يؤكد على أن الحماية الفكرية جزء أساسي من الأمن الشامل للمملكة، حيث يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستقرار الاجتماعي والثقافي. في الختام، يشكل هذا الجهد الجماعي نموذجاً لكيفية دمج الوسطية في الحياة اليومية، مما يعزز من دور المملكة في نشر الرسالة الإسلامية السامية على مستوى العالم، ويحمي الجيل الشاب من التأثيرات السلبية التي قد تؤدي إلى الانحراف الفكري. إن الاستمرار في مثل هذه البرامج يعزز الروابط الاجتماعية ويحافظ على الهوية الإسلامية في ظل التغييرات العالمية السريعة.