رسالة حاسمة من الذهب والدولار والبيتكوين.. استعدوا للزلزال!

الأسواق هادئة نسبيًا اليوم، لكن هذا الهدوء قد يكون مسيّرًا لتحركات أكبر في الأفق. هناك مؤشرات واضحة تشير إلى تغييرات قادمة، حيث أن مؤشر الدولار الأمريكي، البيتكوين، والعلاقة بين أسهم الذهب ومعدن الذهب نفسه، تشكل نقاطًا حاسمة للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية.

مؤشرات الأسواق القادمة

في تحليلنا اليومي، نلاحظ أن مؤشر الدولار الأمريكي يعكس علامات إيجابية على المدى القصير والمتوسط. على سبيل المثال، بعد أن انخفض مؤقتًا تحت أدنى مستوياته في عام 2023، قام بتشكيل انعكاس أسبوعي قوي، مما يشير إلى ارتفاع محتمل. الآن، من خلال رسوم بيانية للشموع اليومية، يظهر مؤشر الدولار تكوين نموذج قاع معكوس، مثل “رأس وكتفين”، الذي يبدو أنه على وشك الاختراق. هذا النمط قد يدفع السعر نحو 101.5 على الأقل، مما يعزز القاع الطويل الأمد ويؤدي إلى مكاسب إضافية. في المقابل، من المحتمل أن يؤثر هذا سلبًا على قطاعي السلع والمعادن النفيسة، حيث قد يشهدون انخفاضات متزامنة.

أما بالنسبة للبيتكوين، فإنه يعيد تكرار أنماط عام 2022 بشكل ملحوظ. في ذلك العام، شهد البيتكوين قمة ثم انخفاضًا متبوعًا بتصحيح، وكان هذا مشابهًا لسلوك الذهب والفضة وأسهم التعدين. الآن، بعد ارتفاع تصحيحي مؤقت، يبدو أننا نتواجد في مرحلة قد تؤدي إلى انخفاض مشترك لجميع هذه الأصول. على سبيل المثال، أسهم مثل FCX، التي تمثل خيارات بيع قوية، قد تنخفض بسرعة كما حدث في الماضي، مما يفتح أبواب الربح للمستثمرين الذين يتوقعون هذا الانكماش. هذا التشابه يعني أننا في نقطة حاسمة، حيث يمكن أن تتحول الفرص من قطاع إلى آخر بناءً على تدفق رأس المال.

علامات التغييرات في الأسواق

أما النظرة الشاملة لنسبة مؤشر HUI لأسهم الذهب مقارنة بالذهب نفسه، فتكشف عن عدم توازن يستحق الملاحظة. عادةً، يجب أن يرتفع أداء أسهم التعدين مع ارتفاع سعر الذهب، بسبب الارتباط المباشر بالإيرادات والأرباح. ومع ذلك، منذ عام 2000، لم يحدث ذلك بانتظام؛ بل شهدت أسهم الذهب تفوقًا محدودًا بين 2000 و2004، ثمتباطؤًا حتى 2008، وأداءً متوسطًا بعده. حاليًا، على الرغم من الارتفاعات الأخيرة في أسعار أسهم التعدين، إلا أنها لا تتجاوز الذهب بشكل كبير، مما يشير إلى أن هذا قد يكون مجرد ارتفاع مؤقت قبل انخفاض أكبر. في سيناريو بديل، قد نشهد انخفاضًا حاد في قطاع المعادن الثمينة، مما يخلق فرص شراء كبيرة في أسهم التعدين، كما حدث في أوائل 2016.

بالعودة إلى السياق الأوسع، يبدو أن كسر القطع المكافئ للذهب يؤكد نهاية موجة الصعود الحالية، مع توقع انخفاضات في الأشهر المقبلة. هذا الانخفاض قد يكون مشابهًا لما حدث في عام 2008، حيث انهار السوق. السبب الرئيسي هو أن الارتفاعات الحالية في أسعار أسهم التعدين قد تكون جزءًا أخيرًا من الصعود قبل الهبوط، خاصة مع ارتباطها المؤقت بتراجع البيتكوين. ومع ذلك، فإن الذهب يبقى ملاذًا آمنًا في ظل الظروف الجيوسياسية غير المستقرة، لذا من الأفضل تجنب بيعه على المكشوف. بدلاً من ذلك، هناك قطاعات أخرى في السوق، مثل أسهم التعدين والسلع، التي تبدو مهيأة لانخفاضات أكبر، مما يوفر فرصًا ممتازة للمستثمرين الذين يبحثون عن مكاسب عبر مخالفة الاتجاه السائد. في النهاية، يجب على المستثمرين مراقبة هذه المؤشرات بعناية، حيث إن التحركات القادمة قد تكون حاسمة لإعادة توازن المحافظ الاستثمارية.