خطوة إيجابية تُعزز الربط الكهربائي بين السعودية والأردن

جهود إنجاز مشروع الربط الكهربائي بين السعودية والأردن قد شهدت تقدماً ملحوظاً من خلال اجتماعات بين القيادات الطاقية في البلدين. خلال هذه الاجتماعات، تم التوصل إلى اتفاقيات حاسمة تهدف إلى تسريع الإجراءات اللازمة، مما يعكس التزام الجانبين بتعزيز التعاون في قطاع الطاقة. مثل هذه الجهود تساهم في تحسين الاستقرار الطاقي ودعم الاقتصاد المشترك، حيث ركز الاجتماع على خطوات عملية لإكمال المشروع.

تطورات مشروع الربط الكهربائي بين السعودية والأردن

شارك مسؤولون من وزارة الطاقة في الأردن والسعودية في اجتماع مشترك استضافته شركة الكهرباء الوطنية الأردنية يوم 29 أبريل 2025، لمناقشة سبل تسريع مشروع الربط الكهربائي. ترأس الجانب الأردني الاجتماع أمين عام وزارة الطاقة والثروة المعدنية، المهندسة أماني العزام، ومدير عام شركة الكهرباء الوطنية الدكتور سفيان البطاينة، فيما مثل الجانب السعودي وفد رفيع من وزارة الطاقة. خلال الاجتماع، تم التركيز على استكمال ثلاث اتفاقيات أساسية: التنفيذية، والتشغيلية، والتجارية، التي من المقرر توقيعها قبل نهاية عام 2025. هذه الاتفاقيات ستفتح الطريق نحو تشغيل المشروع التجاري قبل نهاية عام 2029، مما يعزز موثوقية الشبكات الكهربائية في كلا البلدين من خلال توفير احتياطي مشترك وتبادل الطاقة أثناء أوقات الذروة. كما أن المشروع يستفيد من تفاوت الطلب اليومي والموسمي على الكهرباء، مما يدعم استقرار أنظمة الطاقة وزيادة كفاءتها العملية. يُعتبر هذا المشروع خطوة استراتيجية نحو تحقيق التكامل الطاقي العربي، حيث يساهم في بناء سوق عربية مشتركة للكهرباء، ويعزز الاعتماد على الطاقة المتجددة لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف في قطاع الطاقة.

الربط البيني مع الدول المجاورة

يشكل مشروع الربط الكهربائي بين السعودية والأردن جزءاً من الجهود الأوسع لوزارة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن لإنجاز مشروعات الربط مع دول الجوار، مما يضمن أمن الطاقة ويعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي لتبادل الطاقة. وفقاً لأمين عام الوزارة، المهندسة أماني العزام، يسعى الأردن إلى تحويل البلاد إلى محور رئيسي في سوق الكهرباء الإقليمية من خلال هذه الروابط. هذه المبادرات تعزز التعاون الثنائي، كما أنها تأتي في سياق مشروع الربط العربي الشامل، الذي يربط دول مجلس التعاون الخليجي بالمشرق العربي وشمال أفريقيا. منذ توقيع مذكرة التفاهم في أغسطس 2020، تولت شركة الكهرباء الوطنية الأردنية والشركة السعودية للكهرباء مهمة إعداد الاتفاقيات الفنية والتنفيذية، مما يجعل هذا المشروع ركيزة أساسية في بناء السوق العربية المشتركة للكهرباء. في السنوات الأخيرة، أصبح الربط البيني ضرورة حيوية لمواجهة تحديات الطاقة، خاصة مع الاعتماد المتزايد على المصادر المتجددة، حيث يساهم في تعزيز الاستدامة والكفاءة التشغيلية للشبكات. هذا النهج يعكس التزام البلدين بتحقيق أهداف استراتيجية طويلة الأمد، مثل زيادة التبادل التجاري للطاقة ودعم الاقتصادات المحلية من خلال توفير موارد طاقية أكثر تنافسية وموثوقية. بفضل هذه الجهود، من المتوقع أن يشهد المنطقة تطوراً كبيراً في قطاع الطاقة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الإقليمي والاقتصادي.