ذبابة مدمرة تهدد تجارة الماشية بين أمريكا والمكسيك

حذرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من فرض قيود صارمة على واردات الماشية من المكسيك، إذا لم تتعزز جهود الحكومة المكسيكية في مكافحة آفة ذبابة الدودة الحلزونية. هذه الآفة الخطيرة تهدد قطاع الزراعة، حيث تسبب أضراراً جسيمة للحيوانات، مما يعزز التوترات التجارية بين البلدين. مع تزايد التهديدات بفرض تعريفات جمركية، قد يؤدي ذلك إلى اضطرابات اقتصادية كبيرة، خاصة في صناعة اللحوم.

ذبابة الدودة الحلزونية تهدد التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك

في خطاب وجهته وزيرة الزراعة الأمريكية بروك رولينز إلى نظيرها المكسيكي، أعرب عن قلق شديد بشأن القيود المفروضة على عمليات مكافحة الآفة. تشمل هذه القيود منع شركات الرذاذ الجوي من العمل أكثر من ستة أيام أسبوعياً، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية العالية على قطع غيار الطائرات. أمهلت رولينز الحكومة المكسيكية حتى 30 أبريل لمعالجة هذه المشكلات، وإلا ستفرض الولايات المتحدة قيوداً على استيراد المنتجات الحيوانية.

تُعد ذبابة الدودة الحلزونية آفة مدمرة، حيث تضع يرقاتها في جروح الحيوانات ذوات الدم الحار، مثل الماشية، مما يؤدي إلى إصابات مميتة في كثير من الحالات. وفي حالات نادرة، قد تصيب البشر أيضاً. اكتشاف هذه الآفة في المكسيك أدى إلى تعليق واردات الماشية مؤقتاً في نوفمبر 2024، ثم إعادة الاستيراد في فبراير 2025 تحت بروتوكولات صحية مشددة. كانت المكسيك أكبر مورد للماشية إلى الولايات المتحدة، حيث بلغت الواردات حوالى 1.25 مليون رأس في 2024، لكنها انخفضت إلى 24 ألف رأس فقط في الشهر الماضي، مقارنة بـ114 ألف رأس في الفترة السابقة.

خطر الآفة الدودية وتداعياتها الاقتصادية

يعود هذا الانخفاض إلى اكتشاف الآفة في مناطق مثل ولاية تشياباس، مما دفع الولايات المتحدة إلى تعزيز إجراءات الفحص في نقاط العبور مثل سانتا تيريزا ودوغلاس. يُخشى أن تؤدي القيود الجديدة إلى تفاقم أزمة الإمدادات في الولايات المتحدة، خاصة في ولايات تكساس ونيو مكسيكو، التي تعتمد على الماشية المكسيكية بشكل كبير. أكد مدير معبر سانتا تيريزا الدولي، دانيال مانزاناريس، أن هذه التدابير قد تسبب أضراراً اقتصادية هائلة لكلا الجانبين، مع زيادة التكاليف التشغيلية.

يأتي هذا التحذير في سياق حرب تجارية أوسع، حيث فرض ترمب تعريفات على المكسيك وكندا والصين، مما أثار ردود فعل متبادلة. قد يؤدي تقليص الواردات إلى ارتفاع أسعار اللحوم في الولايات المتحدة، كما حذر الخبراء من نقص في المعروض وزيادة التكاليف على المستهلكين. في فبراير 2025، وافقت الولايات المتحدة على استئناف الواردات بعد تطبيق بروتوكولات جديدة تشمل فحص الماشية ومعالجتها، لكن التحذير الأخير يشير إلى أن هذه الإجراءات قد لا تكفي دون تعزيز جهود المكسيك في مكافحة الآفة.