لماذا يرتفع خطر الإصابة بالنزلات المعوية أثناء السفر؟

العدوى المعوية هي حالة شائعة تنتج عن تناول طعام أو ماء ملوث، ويمكن أن تحدث في أي وقت أو مكان. ومع ذلك، يرتفع خطر الإصابة بها بشكل ملحوظ أثناء السفر، خاصة عند الانتقال بين دول مختلفة في مناخها وأنماط غذائها. هذا النوع من الإصابات، المعروف بإسهال المسافرين، يؤثر غالبًا على السياح الذين يزورون مناطق مثل أمريكا الوسطى والجنوبية، جنوب شرق آسيا، وأجزاء من أفريقيا. في معظم الحالات، تتحسن الأعراض تلقائيًا خلال بضعة أيام، لكن إذا استمرت أو تفاقمت، يصبح من الضروري طلب الرعاية الطبية لتجنب مضاعفات مثل الجفاف.

تعرف على السبب وراء ارتفاع خطر الإصابة بالنزلات المعوية عند السفر

يتسبب ارتفاع خطر الإصابة بالنزلات المعوية أثناء السفر في تغيرات مفاجئة في البيئة، مثل المناخ والأطعمة غير المألوفة، مما يعرض الجهاز الهضمي لمسببات جديدة. وفقًا للأنماط الشائعة، يرتبط هذا الخطر بتناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا مثل الإشريكية القولونية أو السالمونيلا، أو فيروسات مثل نوروفيروس أو فيروس الروتا، أو حتى طفيليات متعددة. تشكل هذه العوامل حوالي 80% إلى 90% من حالات إسهال المسافرين، حيث يتفاعل الجسم مع البكتيريا أو الفيروسات بسرعة، مما يؤدي إلى اضطرابات هضمية. على سبيل المثال، في الدول ذات الظروف الصحية الأقل صرامة، قد يؤدي استخدام مياه غير معالجة أو طعام غير مطبوخ جيدًا إلى زيادة التعرض لهذه الميكروبات. هذا الارتفاع في الخطر يعزى أيضًا إلى ضعف المناعة المؤقت الناتج عن الإرهاق أو التغيرات في روتين الحياة اليومية، مما يجعل السفريات فرصة مثالية للإصابة.

أسباب زيادة خطر الإسهال أثناء السفر

أسباب زيادة خطر الإسهال أثناء السفر تشمل مجموعة متنوعة من العوامل المعدية، حيث تلعب البكتيريا دورًا رئيسيًا في معظم الحالات. على سبيل المثال، الإشريكية القولونية هي أحد أبرز السباب، إذ تنتقل عبر الطعام أو الماء الملوث، وغالباً ما تسبب أعراض حادة مثل الإسهال السريع والحاجة الملحة للذهاب إلى الحمام. كذلك، السالمونيلا والفيروسات مثل نوروفيروس يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الحالة، خاصة في المناطق ذات المناخ الرطب أو الظروف الغذائية غير النظيفة. الطفيليات، مثل تلك المسببة للأمراض المعوية، قد تستغرق وقتًا أطول لتظهر أثرها، مما يجعلها أكثر خطورة في رحلات طويلة. بالإضافة إلى ذلك، تظهر أعراض إسهال المسافرين عادة بعد 6 إلى 24 ساعة من التعرض للبكتيريا أو الفيروسات، بينما قد تستغرق العدوى الطفيلية من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع. من بين الأعراض الشائعة: الإسهال المفاجئ، الحمى، الغثيان، القيء، الانتفاخ، الشعور بالتعب، وأحيانًا وجود دم في البراز. في حالة الإصابة، يمكن أن يبدأ التحسن بعد يوم أو يومين، مع التعافي الكامل خلال أسبوع تقريبًا. للوقاية، يُنصح بتجنب تناول الطعام غير المطبوخ أو الماء غير المعالج، واتباع قواعد النظافة الأساسية.

عندما يتعلق الأمر بالعلاج، يختفي إسهال المسافرين عادة من تلقاء نفسه، لكن يمكن إدارة الأعراض من خلال شرب كميات كافية من الماء لمنع الجفاف وتعويض المعادن المفقودة. قد يساعد تناول بعض الأدوية المضادة للإسهال، لكنها ليست دائمًا ضرورية. بالنسبة للأطفال، يجب التأكد من شربهم سوائل نظيفة مثل العصائر أو محاليل مكافحة الجفاف، مع تجنب إعطاء الأدوية دون استشارة طبية. إذا لاحظت علامات الجفاف، الحمى المرتفعة، أو خروج دم، فمن المهم الاتصال بطبيب فورًا. في النهاية، فهم هذه الأسباب واتخاذ الاحتياطات يساعد في تقليل مخاطر السفر وضمان تجربة آمنة.