انطلقت فعاليات المنتدى السعودي للإحصاء في العاصمة الرياض، حيث جمع هذا الحدث المهم أكثر من 300 شخصية بارزة من صناع القرار، الخبراء، والممثلين الدوليين لمناقشة دور الإحصاء في دعم التنمية. المنتدى، الذي يستمر ليومين من 27 إلى 28 أبريل 2025، يركز على تعزيز المنظومة الإحصائية الوطنية وتبادل الخبرات العالمية، مع التركيز على تطوير البيانات لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
انطلاق المنتدى السعودي للإحصاء بالرياض
في افتتاح المنتدى، أكد معالي وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل بن فاضل الإبراهيم أهمية الإحصاءات كأداة أساسية لصناع القرار، مستلهماً توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. شدد على أن المملكة حققت تقدماً كبيراً في تحسين جودة المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مما جعل الإحصاءات الوطنية مصدراً موثوقاً لدعم التخطيط الاستراتيجي. كما أبرز دور التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في تطوير منصات البيانات، لتعزيز الدقة والفعالية في قياس الأداء الوطني. من جانبه، أوضح رئيس الهيئة العامة للإحصاء الدكتور فهد بن عبدالله الدوسري أن المنتدى يعكس التزام المملكة ببناء مستقبل معرفي يعتمد على بيانات موثوقة، مع دعم التكامل بين الجهات المعنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
شهد المنتدى جلسات حوارية مكثفة، حيث ناقشت الجلسة الأولى دور الإحصاء في رسم السياسات، مع مشاركة معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف، الذي أكد على أهمية الإحصاءات في تحديد الأولويات الوطنية وتعزيز جودة القرارات الحكومية. أما الجلسة الثانية، فقد ركزت على المنهجيات الإحصائية مع خبراء دوليين، لمناقشة توحيد المعايير العالمية ودور التقنيات الحديثة في ضمان الشفافية. في اليوم الثاني، سيتم استكمال المناقشات من خلال جلسات تتناول الابتكار في الأساليب الإحصائية، دور القطاع الخاص في إنتاج البيانات، وتكامل المؤسسات الإحصائية مع مستخدمي البيانات عبر منصات رقمية آمنة.
التطورات الإحصائية في دعم التنمية
علاوة على الجلسات، شهد المنتدى توقيع اتفاقيات تعاونية مع دول مثل الإمارات العربية المتحدة، قطر، إستونيا، وفنلندا، لتبادل الخبرات وتعزيز قدرات المملكة في مجال الإحصاء. هذه الاتفاقيات تهدف إلى تطوير الأعمال الإحصائية ودعم الشراكات الدولية، مما يعزز من دور الإحصاء في قياس التقدم نحو أهداف رؤية 2030. المنتدى يمثل خطوة أساسية في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية البيانات، حيث يبرز كمنصة وطنية لمناقشة القضايا الإحصائية الرئيسية ودعم التنمية المستدامة. من خلال هذه الجهود، تسعى المملكة لتكون نموذجاً عالمياً في استخدام البيانات لتحسين السياسات العامة، مع الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية لضمان دقة وسرعة الإحصاءات. هذا التركيز على التكامل بين القطاعين العام والخاص يفتح آفاقاً جديدة للشراكات، مما يعزز من فعالية الإحصاء في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. بذلك، يصبح المنتدى محفزاً للابتكار المستمر في مجال الإحصاء، مما يدعم تحقيق الرؤية الوطنية ويساهم في بناء اقتصاد قوي ومجتمع مزدهر.
تعليقات