زيادة نوبات الصرع مع تغير الفصول.. ما الأسباب الرئيسية؟

يمكن أن تؤثر تغيرات الفصول بشكل كبير على صحة الأشخاص الذين يعانون من الصرع، حيث قد تزيد من تكرار وشدة النوبات بسبب عوامل بيئية متعددة.

لماذا تزداد نوبات الصرع مع تغيرات الفصول؟

تؤدي تقلبات درجات الحرارة والظروف الجوية المرتبطة بالفصول إلى زيادة خطر حدوث نوبات الصرع لدى بعض المرضى. على سبيل المثال، في فصل الربيع، قد يزيد انتشار الحساسية وحبوب اللقاح من الضغط على الجهاز التنفسي والجهاز العصبي، مما يعطل التوازن الداخلي للجسم. هذا الاضطراب يؤثر على أنماط النوم، مستويات التوتر، واستقلاب الأدوية المضادة للصرع، وهي عوامل أساسية للسيطرة على النوبات. كما أن الطقس المتقلب في هذا الفصل قد يسبب تغيرات مفاجئة في الروتين اليومي، مثل السفر أو تغيير الجدول الزمني، مما يؤدي إلى تفويت جرعات الدواء.

في فصل الخريف، يمكن أن يساهم انخفاض درجات الحرارة وانتقال الطقس من الحرارة إلى البرودة في زيادة الإجهاد البدني، خاصة مع زيادة تلوث الهواء والعوامل البيئية مثل الرياح القوية. هذه التغييرات قد تؤدي إلى اضطرابات في توازن الإلكتروليتات، مما يخفض عتبة حدوث النوبات. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط هذا الفصل بزيادة خطر الإصابة بالعدوى الفيروسية، مثل نزلات البرد، التي ترفع درجة حرارة الجسم وتزيد من الضغط على الجهاز العصبي، مما يفاقم المشكلة لدى المرضى الأكثر عرضة.

عوامل زيادة حدة نوبات الصرع

بالنسبة لفصل الصيف، تبرز تحديات مثل الحرارة الشديدة والجفاف، التي قد تؤثر على امتصاص الأدوية وتقلل من فعاليتها، خاصة إذا أدت إلى مشكلات مثل القيء أو الإسهال. هذا يجعل المرضى أكثر عرضة للنوبات، حيث يعانون من اضطرابات في توازن الجسم. أما في فصل الشتاء، فإن قصر ساعات النهار والاضطراب العاطفي الموسمي يمكن أن يسبب اضطرابات في النوم، وهو محفز معروف للنوبات. كما أن الظروف البرودة الشديدة قد تعزز من خطر الإصابة بأمراض مثل الإنفلونزا، التي تؤثر بشكل غير مباشر على السيطرة على الصرع.

من المهم ملاحظة أن هذه التأثيرات تختلف من شخص لآخر، حيث تعتمد على عوامل مثل نوع الصرع وعوامل الخطر الشخصية. على سبيل المثال، قد يجد بعض المرضى أن زيادة الرطوبة في الربيع تزيد من توترهم، بينما يؤثر الجفاف في الصيف على توازن الإلكتروليتات لدى الآخرين. لذلك، يُنصح بمراقبة التغيرات الموسمية عن كثب، مع تعديل العادات اليومية مثل ممارسة التمارين الرياضية في أوقات مناسبة، الحفاظ على الترطيب، وتجنب التعرض للعوامل البيئية المهيجة. كما يجب على مقدمي الرعاية الصحية، مثل الأطباء، أخذ هذه العوامل بعين الاعتبار عند وضع خطط إدارة الصرع، لضمان نهج استباقي يساعد في الحد من النوبات على مدار العام. باختصار، فإن فهم كيفية تأثير الفصول على الجسم يمكن أن يساهم في تحسين جودة حياة المرضى وتقليل مخاطر الإصابة بنوبات غير متوقعة.