بعد قرار عودة لاعبي الأهلي إلى ملعب مختار التتش فور انتهاء مشوارهم في بطولة دوري أبطال أفريقيا، شهد النادي الأحمر سلسلة من التداعيات التي عكست حالة الإحباط العام. كان التعادل الإيجابي أمام صن داونز بهدف لكل فريق في مباراة الإياب باستاد القاهرة قد أنهى آمال الفريق في الوصول إلى النهائي، مما دفع المدير الفني مارسيل كولر إلى اتباع الإجراءات الروتينية المعتادة عقب أي خسارة أو إخفاق. استقل اللاعبون حافلة الفريق مباشرة من مكان المباراة، متجهين إلى ملعب التتش لإنهاء الجلسة التدريبية السريعة، ثم عاد كل منهم إلى منزله باستخدام سيارته الخاصة من مقر النادي بالجزيرة. هذا النهج يعكس ثقافة النادي في التعامل مع الخسارات، حيث يركز على التركيز الفوري على التعافي بدلاً من الغوص في جلسات نقاش مطولة.
الأهلي بعد الخروج من دوري أبطال أفريقيا
في أعقاب هذا التعادل، الذي جاء بعد نتيجة سلبية في مباراة الذهاب ببريتوريا، بدأت علامات التوتر تظهر داخل إدارة النادي. لم يقم كولر أو أي مسؤول رياضي بإجراء جلسة نقاشية مع اللاعبين مباشرة بعد المباراة، مما أعطى انطباعاً بأن الفريق يفضل التعامل مع الفشل بشكل فردي. هذا القرار يأتي في سياق تاريخي للأهلي، حيث يعود اللاعبون دائماً إلى أرضهم التدريبية لإعادة ترتيب أفكارهم، خاصة بعد الخروج المبكر من منافسات قارية كبيرة. الآن، يواجه الفريق تحديات إضافية في الدوري المحلي، حيث كان التركيز الدفاعي الذي اعتمده كولر سبباً رئيسياً في الفشل، إذ لم يتمكن الفريق من إحراز أهداف فعالة رغم الفرص المتاحة. هذا النهج التكتيكي، الذي اعتمد عليه الجهاز الفني طوال الموسم، أدى إلى نقد واسع من الجماهير والمحللين، الذين يرون أن الفريق فقد توازنه بين الهجوم والدفاع.
تداعيات قرار عودة اللاعبين
مع ذلك، فإن الأبرز في هذه القصة هو الاتجاه القوي داخل مجلس إدارة الأهلي نحو إقالة الجهاز الفني بالكامل، بقيادة كولر نفسه. الاجتماع الطارئ الذي عقد مساء اليوم يهدف إلى مناقشة مصير المدير الفني السويسري، خاصة بعد أن أطاح صن داونز بالأهلي من نصف النهائي بفضل قاعدة الأهداف خارج الأرض. هذا القرار لم يكن مفاجئاً، إذ كانت هناك شكوك مستمرة حول أداء كولر، الذي فشل في استغلال الفرص المتاحة خلال المباراتين. وفقاً للمصادر داخل النادي، سيتم الاحتفاظ بمحمد شوقي كمدرب من الجهاز الحالي، بينما سيغادر باقي الأعضاء مثل سامي قمصان. هذا التحرك يعكس رغبة الإدارة في إحداث تغييرات جذرية لاستعادة الفريق إلى المسار الصحيح، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم. الجماهير، التي كانت تتوقع صعوداً قوياً في البطولة الأفريقية، تشعر بالإحباط الآن، مما يزيد من الضغط على مجلس الإدارة لاتخاذ قرارات سريعة.
في السياق الأوسع، يمثل خروج الأهلي من دوري أبطال أفريقيا خسارة كبيرة لكرة القدم المصرية، حيث كان الفريق يُنظر إليه كمرشح قوي للفوز باللقب. الطريقة الدفاعية التي اعتمدها كولر، والتي اعتمدت على السيطرة الدفاعية دون ابتكار هجومي، كشفت عيوباً استراتيجية واضحة، مما دفع الخبراء إلى مناقشة الحاجة إلى مدرب جديد يجمع بين الخبرة والابتكار. الآن، يركز النادي على إعادة بناء الفريق للموسم القادم، مع الاستفادة من هذه التجربة كدروس قاسية. هناك أمل كبير بأن الإقالة المحتملة لكولر ستفتح الباب أمام قيادة جديدة قادرة على تحقيق الطموحات، خاصة في ظل المنافسة الشديدة في الدوري المحلي والمنافسات القارية. في نهاية المطاف، يبقى الأهلي فريقاً رمزياً للكرة المصرية، وهذه الهزيمة قد تكون بداية لعودة أقوى إذا تم التعامل معها بحكمة.
تعليقات