طلاب الوجه يقودون جهوداً للحفاظ على محمية الأمير محمد بن سلمان البيئية

كيف يؤثر قطع أشجار المانغروف على توازن الحياة البرية، حيث يشكل هذا النشاط البشري تهديداً مباشراً لأنواع مثل طائر بلشون الشعاب الغربي؟ في زيارة تعليمية لمحمية الأمير محمد بن سلمان، شارك طلاب مدارس الوجه في مناقشات حية مع المفتشين، حيث تم شرح كيفية تعطيل شبكة الغذاء الطبيعية للمناطق الرطبة. عندما يتم قطع هذه الأشجار، يفقد الطائر موطنه الطبيعي ومصادره الغذائية، مما يؤدي تدريجياً إلى انخفاض أعدادها وتهديد انقراضها. هذا النشاط التعليمي لم يقتصر على النظرية، بل شمل تطبيقاً عملياً حيث شارك الطلاب في رسم سلسلة الغذاء، ليروا كيف يؤثر فقدان حلقة واحدة، مثل المانغروف، على الكائنات الأخرى مثل الأسماك والطيور.

قطع أشجار المانغروف وانقراض طائر بلشون الشعاب الغربي

في رحلة الطلاب إلى وادي زبيدة، الذي يُعد من أبرز الوجهات البيئية في المحمية، تم التركيز على كيفية تفاعل النظام البيئي مع أشجار المانغروف. هذه الأشجار ليست مجرد نباتات، بل هي أساس لسلسلة غذائية معقدة تشمل طيوراً مثل بلشون الشعاب الغربي، والعقاب النساري، والحنكور، بالإضافة إلى أسماك مثل الشيم أزرق الزعانف، والسلطعون الأحمر، والسرطانات المختلفة، وحتى الديدان والعوالق. عند قطع المانغروف، يفقد هذا الطائر مصادر الغذاء والحماية، مما يعزز من انقراضه بسبب فقدان الموائل الطبيعية. الطلاب تعلموا من خلال هذه الجلسات كيف أن هذا الفعل البشري يقطع الروابط في السلسلة الغذائية، حيث يؤدي إلى تراجع الأنواع المتعتمدة عليها، مثل الطيور والأسماك، ويؤثر على التوازن البيئي العام. هذا البرنامج التعليمي، الذي يجمع بين النظرية والتطبيق، ساعد في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على هذه المناطق.

تدمير الغابات الرطبة كتهديد للسلاسل الغذائية

يمتد تأثير تدمير الغابات الرطبة إلى ما هو أبعد من فقدان الأشجار، حيث يعطل التوازن البيئي للمناطق الساحلية. خلال الرحلة، أوضح المفتشون كيف أن قطع المانغروف يقلل من توافر الغذاء للطيور مثل بلشون الرمادي والقطقاط الإسكندراني، مما يجعلها أكثر عرضة للانقراض. هذا الضرر يمتد إلى الحيوانات الأخرى، مثل السلطعون الناسك وحلزون المانغروف، الذي يشكل جزءاً أساسياً من الغذاء للطيور. الطلاب لاحظوا مباشرة كيف أن فقدان هذه الحلقات يؤدي إلى اختلال في النظام البيئي، حيث تتقلص مساحات الموائل وتزداد المنافسة على الموارد. هذا البرنامج، الذي ينفذ ضمن شراكة بين وحدة النشاط الطلابي والهيئة المسؤولة عن المحمية، لم يكن مجرد جولة، بل تجربة تعليمية تشجع على الالتزام بالحفاظ. الطلاب خرجوا من الزيارة بوعي أكبر حول أهمية حماية هذه المناطق، متعهدين بنشر الرسالة بين أقرانهم للحد من الإضرار البيئي. في النهاية، يبرز هذا النشاط كيف أن الحفاظ على الغابات الرطبة هو مفتاح لاستمرارية الحياة البرية، مع التركيز على أن الإجراءات البشرية يمكن أن تعيد التوازن إذا تمت في الوقت المناسب.